سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إشارة إلى التحقيق المنشور في جريدة (الجزيرة) في عددها رقم 13177 بتاريخ 17-10- 1429هـ بعنوان (التمياط يحقق المستحيل ويزرع الأرز في رفحاء) بقلم المحرر حماد الرويان، وحيث تضمن التحقيق قيام المزارع مديسيس بن سلطان الشمري بزراعة نوعين من الأرز (بسمتي والعنبر) في مساحة كبيرة من مساحة مزرعته الخاصة برفحاء، فتود الوزارة الإيضاح بأنه من المعروف في حال توفر الظروف الملائمة (البيئية المناخية والموارد الطبيعية) وكذلك توفير مستلزمات الإنتاج فإنه بالإمكان زراعة أي نوع من أنواع المحاصيل، إلا أنه فيما يتعلق بزراعة الأرز التي قام بها المزارع مديسيس في مزرعته برفحاء فيمكن إيضاح ما يلي:

قام فريق من المختصين من الإدارة العامة لشؤون الزراعة بمنطقة الحدود الشمالية بزيارة الموقع، وتم تسجيل الملاحظات التالية:

1- قيام صاحب المزرعة بزراعة محصول الأرز بتاريخ 28-5-2008 بأحواض عددها (3) أحواض. طول الحوض (200م) وعرص الحوض (5م) محاطة بمحصول الذرة.

2- طول النبات (30 سم) تقريباً وإنتاجيته ضعيفة وغير مجدية اقتصادياً.

3- طريقة الري غمر بكميات كبيرة عن طريق بركة مياه موصلة بأنبوب بلاستيك قطر (4) بوصة ممتد إلى الأحواض وموصلة بها (3) أنابيب قطر كل أنبوب (3) بوصة موزعة على الأحواض الثلاثة.

4- المحصول متقزم ومصاب بأمراض فطرية مثل الأصداء.

5- عدم جدوى زراعة محصول الأرز في المملكة لاستهلاكه الكبير للمياه وضعف الإنتاجية.

كما أن المختصين بالإنتاج النباتي بالوزارة أفادوا بأن محصول الأرز محصول صيفي يستهلك أضعاف ما يستهلك القمح من المياه وأن نجاح زراعته بشكل اقتصادي يعتمد على توفر مصادر دائمة للمياه حيث إن نباتاته تنمو في حقول مغمورة بالمياه طول فترة دورة حياتها التي تمتد لأكثر من 170 يوماً.. وحسب ما ذكره المزارع بأن البذور قد تم جلبها من دولة الهند، فنود التوضيح بأن الأصناف الهندية تزرع عادة في حقول مغمورة بالمياه طوال فترة موسم نموها وحتى حين حصادها، وقد قدرت احتياجاتها من المياه بأكثر من 20 ألف م3- هكتار، وبناء على ذلك فإن الأرز يستهلك من المياه أضعاف ما يستهلكه القمح وهو محصول شتوي. كما اتضح من الملاحظات التي سجلها الفريق فإن المزارع بدأ بزراعة الأرز في مزرعته بمحافظة رفحاء في 28-5- 2008م أي خلال فصل الصيف والذي ترتفع فيه درجات الحرارة إلى معدلات قياسية وتتوقف الأمطار فيها خلال هذا الفصل إضافة إلى أنه لا تتوفر مصادر أخرى للمياه سوى الآبار الارتوازية ذات الكلفة العالية في استخراجها، لذا فإن الوزارة لا ترى جدوى زراعة الأرز محلياً لاسيما إذا علمنا ما نعانيه في بلادنا من شح في الأمطار وقلة في مصادر المياه الأخرى، كما أن هذا لا يتماشى مع توجهات الوزارة الهادفة إلى ترشيد استخدام المياه لأغراض الري وهي تشجع زراعة المحاصيل المرشدة لاستهلاك اليماه التي تتلاءم مع الظروف البيئية والمناخية في كل منطقة من مناطق المملكة والاستفادة من الميز النسبية في تلك المناطق.

آمل من سعادتكم نشر هذا التوضيح بالجريدة لعموم الفائدة للقراء والمهنيين.هذا ولكم أطيب تحياتي وتقديري.