Al Jazirah NewsPaper Sunday  14/12/2008 G Issue 13226
الأحد 16 ذو الحجة 1429   العدد  13226
سينما جدة والطائف.. شجاعة القرار

كتب - المحرر الفني:

طلب من الزملاء أن يحضروا له صور الحفل لمشاهدتها وحين تراءت له الصورة الأولى تدفق الدمع من عينيه وقال: (الآن نحن على مقربة من سينما سعودية يشاهدها الجميع، ثم أنهى جملته بالقول: لا ينقصنا شيء سوى شجاعة القرار.. كانت روتانا شجاعة) انتهى.

الممثل الكوميدي فايز المالكي كاد أن يطير من الفرح رغم بساطة الحفل الذي رتبته شركة روتانا ستوديوز خلال أيامٍ لم تتعدى الثلاثة، لم يكن فايز المالكي يحفل بأي خطأ هنا أو هناك بل كان يبحث عن كلمة تقول له: دخلت التاريخ.

فايز المالكي شكر كثيراً لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل على وقفاته الدائمة لدعم حركة الثقافة واحتفاظه الدائم بشعلة التنوير، قال عنه فايز: هذا الرجل يبهرك أينما ذهب، يجعلك تنحاز له في كل مرة، هذا الرجل قال عن نفسه يوماً إنه (مجموعة انسان) كان الفنان في داخله.. خالد الفيصل بحر التقى ببحرٍ فخالد بحر (حلو) وجدة بحرها (مالح) التقى البحران فكان بينهما (برزخ لا يبغيان) .

ويضيف بعد أن أنهى اتصال مباركة من فنان زميل: أعتقد بأن التاريخ لن يكذب ولن يتجاوز التاسع من كانون الأول عام 2008م بأن عرضت جدة والطائف أول فيلم سعودي عرضاً تجارياً أمام الجماهير.. إنها شجاعة.

ورغم أن شوارع جدة خلت من أي إعلانٍ عن الفيلم إلا أن عرض الافتتاح شهد تدافعاً جماهيرياً، وقد كان التنظيم يقضي بعدم دخول أحد ليلتها إلا أن إلحاح الجمهور جعل إبراهيم بادي مدير علاقات وإعلام روتانا يضحي بقراره وينحاز هو الآخر للجماهير التي أبهرها الفيلم وظلت متفاعلة مع كل موقفٍ كوميدي أثناء عرض الفيلم بل كانوا وكأنهم يتابعون مسرحية فتجد التصفيق بعد كل مشهد مؤثر ويضحك (موحَّداً) عند كل جملة كوميدية.

روتانا سينما ستتابع خطواتها وستعرض أفلاماً في مناطق أخرى، ستكمل مسيرتها، والزميل المخرج ممدوح سالم هو الآخر كان متحمساً ويشعر بالفخر والسعادة أن كان أحد حبال (التاريخ) الأمر هنا تحفيزاً لمن كانت لديه القدرة بالإنتاج.. الأمر يستحق العناء.

لا أعلم كم ينفق السعوديون في عواصم الدول العربية والعالمية (سينمائياً) ولكنها بالتأكيد لن تبتعد عن خانة الملايين، ولن آتيكم بالجديد إذا قلت بأن عصب الحياة لدور السينما المصرية والخليجية من السياح السعوديين وعندي شعور بأن هذه الملايين في طريقها للبقاء في (وطنها) نحن الآن بحاجة لتوطين السينما وأن تدور عجلة صناعتها في كل مناطق المملكة بلا استثناء وفق ضوابط، المهم أن نمتلك المبادرة وأن نخطو للأمام ولا مانع من أن نصل ولو متأخرين.

ولمن لا يعلم فقد شارك السعوديون في صناعة السينما العربية فقد كان الزميل صالح الفوزان أهم منتج سينمائي في مصر، وهو أنتج عشرات الأفلام السينمائية وعبدالله المحيسن وممدوح سالم وشباب يكافح من أجل فيلم قصير، وكذلك فعل مركز راديو وتلفزيون العرب art وكذلك تفعل حالياً روتانا بإنتاج أفلامٍ عربية وشارك ممثلون في السينما المصرية أبرزهم سعد خضر وخالد سامي وعلي السبع وخالد الحربي وآخرين، ولكن المهم هنا أن ملايين السعوديون قد شاركوا ويشاركون في ضخ ملايينهم في بطون المنتجين العرب وصناع السينما بحضورهم (الطاغي) في الصيف والأعياد والإجازات وبحوزتنا قوة شرائية ضاربة لا يمكن تجاهلها أو إغفالها.

فايز المالكي فتح لنا هو وروتانا أسئلة مشروعة ومباحة وتجدد معه رجائي وطلبي وأملي أن أشهد عرضاً للسينما في وطني وعلى (المكشوف) دون الحاجة لأن نضع أيدينا على قلوبنا حين العمل.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد