Al Jazirah NewsPaper Sunday  14/12/2008 G Issue 13226
الأحد 16 ذو الحجة 1429   العدد  13226
هذرلوجيا
لا يهمّنا رضاهم !!
سليمان الفليح

كلنا نحب السلام

والسلام يحب مين؟!

السلام يحب نورة

وشوفوا نورة تبقى مين

نورة بنت عيونها خضرا

زي قلوب العاشقين

والخدود وردية خمري

والشفايف توت وتين

والضفاير

تبر طاير

يبعث الشوق والحنين

* * *

هكذا نفهم السلام كما يفهمه عمنا الشاعر أحمد فؤاد نجم، إذ ليس هنالك أي كائن بشري، بل وحتى (حيواني)، لا يحب السلام والاستقرار والأمن والأمان والاطمئنان في الأوطان، وليس هنالك أبشع من الخوف والرُّعب والقلق والحرب، لا سيما الحروب التي تحصد الآلاف من البشر وبلا أي نتيجة تذكر، تماماً كما كانت الحرب العراقية الإيرانية التي انتهت إلى (لا شيء)، لا شيء على الإطلاق سوى آلاف الضحايا الأبرياء المساقين إلى أتون النار، بأمر القادة الجهلة من الطرفين (!!)، بل ومن فردين أخذتهما العزة بالإثم والتضخم الذاتي الذي أودي بهذه المنطقة إلى كوارث لا زلنا نعانيها حتى اليوم، وأقصد بالفردين (القائد الضرورة) المرحوم أو المرجوم لا فرق صدام حسين وآية الله الخميني (!!) إذ انهما في نظر العقلاء من الأمتين الفارسية والعربية على حد سواء، (رحلا) وتركا لنا أحقاداً مثارة كنا قد نسيناها بفضل الوحدة الإسلامية العظمى التي شملت بنورها الأمم، تلك الوحدة التي استفادت منها الأمتان على حد سواء طوال تاريخنا الإسلامي المجيد.

* * *

ونحن إذ نتحدث هنا عن السلام، فذلك بمناسبة إعلان جامعة الدول العربية بأنّ صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي والرئيس الحالي لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، وعمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية، قد بعثا خطاباً موقعاً منهما إلى الرئيس الأمريكي (الجديد) باراك أوباما، يؤكدان استعداد العرب لإقامة سلام دائم مع إسرائيل، وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الأمم المتحدة، تلك المبادرة التي تحتوي على ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة، وإقامة دولة فلسطين على الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام (67) وعاصمتها القدس الشرقية، والتوصل إلى حل لقضية اللاجئين الفلسطينيين على أساس القرار (194) وتحقيق الأمن والتحرك نحو علاقات طبيعية في ضوء ذلك.

* * *

ونحن هنا وبعد أن مللنا من (الزعبرات) والعنتريات (الفارغة) مثل إلقاء إسرائيل إلى البحر أو محوها عن الوجود أو ضربها بالضواريخ العراقية العتيدة!! والإيرانية (الأعتد) التي هدد بها الزعيم الإيراني (محمود أحمد نجادي)، وبعد عدّة حروب فاشلة لم نجن فيها سوى الهزائم مع إسرائيل. أقول دعونا نفكر بعقلانية واعية وأن ننبذ فكرة الحرب من الأساس، ودعونا نفكر بالسلام والتواصل مع الآخرين مع مختلف الأديان، ودعونا نجيب على الغلاة منا والذين يتمسكون بالآية الكريمة كلما تحدثنا عن العلاقة بالأديان الأخرى والتي تقول {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}، أقول نحن لسنا في صدد (رضاهم)، ولكن في صدد (اتقاء) شرهم ما دمنا ضعفاء وهم الأقوياء في هذا العصر، أما إذا أصبحنا ذات يوم أقوياء فلكلِّ حادث حديث، ولذا وكما بدأت مقالتي بالغناء فاسمحوا لي أيها الإخوة القراء أن أنهيها بالغناء، ولكن هذه المرة ليس على لسان أحمد فؤاد نجم ولكن على لسان (شعبولا) فك الله أزمته (!!) إذ يقول:

(بحب عمرو موسى

وأكره إسرائيل)

وأضيف إليه أيضاً وكذلك بنحب سعود الفيصل ونكره إسرائيل.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7555 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد