Al Jazirah NewsPaper Monday  15/12/2008 G Issue 13227
الأثنين 17 ذو الحجة 1429   العدد  13227

الشاعران الحليبي والسيف برابطة الأدب الإسلامي
تقاسيم البوح الوجداني بين الذات والوطن

 

الرياض - شيخة القحيز:

أقامت رابطة الأدب الإسلامي العالمية في مكتبها الإقليمي بالرياض ضمن ملتقاها الأدبي الشهري أمسية شعرية للشاعرين الدكتور محمد بن سعود الحليبي والأستاذ الشاعر ظافر بن علي السيف، وقد أدار اللقاء الدكتور عبدالقدوس أبو صالح رئيس الرابطة، وحضره حشد من الإعلاميين والأدباء والمثقفين، وجمهور من محبي الأدب الأصيل.

تقاسيم بوح ونبض قلب

بعد أن رحب الدكتور عبدالقدوس أبو صالح بالشاعرين، وعرف بسيرتهما الذاتية والأدبية شدا الشاعر الدكتور محمود بن سعود الحليبي قصيدته: (تقاسيم بوح):

لروحك روحي قطنت جنايا

وبعثرت حولك أغلى الخبايا

وحلقت فوق جناحي عشقك

أنشره من عميق الحنايا

هنا تتجلى لغة عذبة بعبارات دافئة تتواصل مع القارئ حين يجدد الشعر فينا أنداء الروح، هنا تبوح للشعر مكنونات النفس من عمق الحنايا، هنا يرقى بك الشعر ليكون أغلى الخبايا.

أما الشاعر ظافر بن علي السيف فهو يسكب نبض القلب في أناشيده، بل يغدو مداد حروفه من وريده، ولذلك نعيش في وجدانه حين يقول:

نبض قلبي سكبته في نشيدي

وحروفي مدادها من وريدي

يا قصيدي ذد عن حمى الحق دوما

لست مني إن لم تذد يا قصيدي

مركب الأدباء والنداء غير الأخير

وفي قصيدة النداء الأخير إلى الفرس الهاربة، للشاعر محمود الحليبي يمضي إلى التشخيص، إذ يعقد محاورة بينه وبين فرسه البيضاء، ليحن إليها، وتحن إليه، يشتاق إليها ويتألم لألمها، ويرق تعبيره الشعري، فيرجوها أن تعود إليه بعد فراق وأسى:

لا شعر بعدك غن مضيت فعودي

ترجوك جرة مرسمي وردودي

ترجوك دالية زرعت بمهجتي

يشكو إليك جفافها عنقودي

أنا لا أصدق ما يدور بفصتي

الخط خطي والعقود عقودي

ويبحر شاعرنا ظافر السيف نحو العلا من ظلال الأدب. فلم تكن قصيدته: (مركب الأدب) إلا إبحارا في ذاكرة الأنا الشاعرة التي تتوجد مع (الجماعة)، وهنا نقف ملوحين لمركبه:

أبحرت نحو العلا في مركب الأدب

وما لدرب الهوى واللهو من أرب

وما فخرت بآياتي ولي نسب

لكن ديني أغناني عن النسب

حسبي من الفخر أني مسلم

سجدت لله جبهته في أطهر الترب

رسالة إلى يوم النصر الموعود

لم تغب هموم الأمة وآمالها عن الشاعرين، فقد جعل الشاعر محمود الحليبي غربته ووحدته غربة للأمة، وتعبيرا عن أوجاعها ومصابها وذلك في قصيدته (وحدي)، أما الشعر ظافر السيف فهو يرنو إلى نصر الأمة الموعود في قصيدته (رسالة إلى يوم النصر الموعود):

متى تأتي فقد طال الغياب

وحلق في جوانحها العذاب

وأمتنا الجريحة كل يوم

يهال على كرامتها التراب

فمن فمها الرصاص إلى الأعادي

ومن دمها تخضبت الحراب

وتأتي قصيدته الثانية ملبية نداء اللغة العربية التي هجرها أبناؤها وأعرضوا عنها إلى لغات غريبة هجينة، فيشدو على لسان اللغة العربية متألما حزينا:

ناديت فانتفضت حروف نداني

وأطال ليل الراقدين شقائي

ناديت قد أسمعت من ناديته

لو كان من ناديته في الأحياء

حولي مؤامرة ت حاك خيوطها

ومعاول تشتد في الظلماء

ما ضرني كيد العدو وحقده

فلكم هزنت بحملة الأعداء

ولكم جرت خيلي يزف صهيلها

نصرا يغيظ اللاهثين ورائي

لكن قلبي ذاب من فرط الأسى

لما رأى الإعراض من أبنائي

شدو أصيل

وقد أشاد الدكتور عبدالقدوس أبو صالح بهذا الشدو الأصيل للشاعرين، وأثنى على شعرهما الذي حمل مضمونا مشرقا في شكل فني راق، كما نالت القصائد الملقاة استحسان الحضور، وعبر الشاعر الكبير عبدالرحمن بن صالح العشماوي الذي حضر الأمسية عن إعجابه بقصائد الأمسية وشارك فيها بقصيدة تصور موقفا من سيرة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في اهتمامه برعيته ألقاها بصوت ندي عذب من ذاكرته.. كما شارك عدد من الشباب الضيوف بقصائدهم.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد