Al Jazirah NewsPaper Monday  15/12/2008 G Issue 13227
الأثنين 17 ذو الحجة 1429   العدد  13227
دفق قلم
مالنا ولهوليود؟!
عبد الرحمن بن صالح العشماوي

شرت هذه الجريدة وغيرها من الجرائد السعودية خبرا بارزا أفردت له الصفحة والصفحتين يتحدث عن عرضين سينمائيين أحدهما في مدينة الطائف والآخر في مدينة جدة في يوم عيد الأضحى المبارك وما بعده، لقد كان طرح الخبرين مثيرا للأسى في قلب القارئ (التقليدي) مثلي، لأنه تضمن الإشادة بهذين الفتحين (العظيمين)؟ في بلاد الحرمين الشريفين، بلاد مكة والمشاعر والمدينة، بلاد حراء وبدر وأحد، بلاد زمزم والحجر الأسود، بلاد المشروعين الضخمين (الحرمين الشريفين) بلاد راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله (بلاد) مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف (الذي لا نظير له في العالم) بلاد مسابقة الأمير نايف للسنة النبوية المطهرة، بلاد جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز لمسابقة القرآن الكريم للعسكريين، بلاد جائزة الأمير سلمان لحفظ القرآن الكريم.. إلى آخر هذه القائمة التي تمثل المعنى الحقيقي لهذا الكيان الموحد على دعوة التوحيد المباركة المملكة العربية السعودية.

نعم تضمنت تقارير الصحفيين إشادة كبيرة ببداية عرضين سينمائيين، وفرحا كاد يحرق أوراق الصفحات التي نشرت فيها تلك التقارير، لقد تألمت بصفتي مسلما ومواطنا محبا لدينه وبلده وقيمه وأخلاق مجتمعه الفاضلة، وبصفتي قارئا مدركا لمعنى كلمة (سينما) مهما حاول المطبلون لها التزويق.

وحينما ذكرت تلك التقارير أن العرضين السينمائيين (الفتحين) سيستمران أسبوعا كاملا، وأن الإقبال الجماهير عليهما كان كبيرا، وأن ضيوفهما من فناني وفنانات السينما العربية قد (شرفوا) هذا الفتح السينمائي العظيم، وأن الحضور قد شعروا أنهم في (هوليود) لأن الديكوركان (هوليوديا) بعد أن فشرت الممرات بالأحمر أقول: حينما ذكرت تلك التقارير الصحفية هذه المعلومات زاد الإحساس بالألم، وهجمت على الذهن أمواج هائجة من الأسئلة:

يا ترى ما الذي نريد بهذه الأعمال التي لا فائدة فيها للمجتمع؟ ولماذا تكريسها في هذين الموقعين الذين يكتنفان مدينة مكة المكرمة من غربها وجنوبها؟ ولماذا نحاول أن نحول موقع (عيد الأضحى المبارك) في نفوسنا إلى موقع سينمائي، وهو موقع العبادة والتكبير والترويح المباح.

نحن لا نقر هذا النشاز وهذه الازدواجية في بلاد الحرمين، ونشعر بأن هنالك اضطرابا في فهم معنى رسالة مكة المكرمة العظيمة مهما حاول المؤيدون لهذا النهج (الهوليودي) أن يقولوا إنهم يفهمون معنى هذه الرسالة. ولابد أن نحافظ على خارطتنا الروحية المرسومة على لوحة التوحيد.الحجاج يستمتعون بذكر الله، والخدمات الجليلة التي قدمتها بلادنا لهم في موسمهم العظيم، وفلان وعلان من المطبلين للسينما يتغنون بالفتح (السينمائي) الكبير!!

أيها الأحبة: ما لنا ولهوليود وفرشها الحمراء وأضوائها الصاخبة، وفوضاها التي أساءت إلى العالم كله.

إنه لشرخ واضح في صورة الحج المشرقة، وإن كلمة الحق لأولى بأن تقال وأن تحترم.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5886 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد