Al Jazirah NewsPaper Monday  15/12/2008 G Issue 13227
الأثنين 17 ذو الحجة 1429   العدد  13227
نهارات أخرى
بطانية شتاء!
فاطمة العتيبي

ادفع ثمن بطانية.. لتقي أطفالا من البرد الشديد.. تلمس بصدق وإخلاص مكان صدقاتك.. فالمتعففون كثر.. والبيوت ملأى بالعوز والاحتياج وارتعاشة البرد في أجساد الصغار.. أبحث عنهم في أطراف المدن وشوارعها الخلفية..

** ثمة رجال ونساء يبتسمون ويحمدون الله كثيرا على كل حال.. هؤلاء كيف تكتشف حاجاتهم وتقدم لهم المعونة دون أن تجرحهم أو تحرجهم..

** فكر معي بطريقة..

هل تذهب لإمام المسجد لتسأل عن المتعففين الذين لا يسجلون أسماءهم في كل الجمعيات.. ولا يطرقون كل أبواب الميسورين.. ولا يدورون على البيوت والمعارف لجمع المال.. إنما هم صامتون قابلون بما كتب الله لهم.. كيف تستدل على المحتاجين الحقيقيين..؟؟

هل سيدلك إمام المسجد عليهم.. هل لديه خطة عمل يتحسس بها أحوال من يصلي معه ويعرف البيوت المجاورة للمسجد أم أن هذا الإمام يعمل في الصباح في شرق المدينة والمسجد الذي يؤم فيه المصلين في غرب المدينة وينوب عنه لصلاة الفجر المؤذن وحين لا يجيء المؤذن يبعث بسائقه الهندي ليقوم بالمهمة!! حين لا تجد عند إمام المسجد معلومات كافية..

** هل تذهب إلى عمدة الحي..؟

هل للأحياء عمد..

هل هناك صندوق خيري لكل حي.. يجتمع أهله ويحددون الأسر المحتاجة المتعففة ويحددون احتياجها ويتولون التنسيق مع الجهات المختصة لإعانتهم..

** صدقات الموظفين تذهب في الغالب للمراسلين والمستخدمين.. وكذلك الموظفات يمنحن صدقاتهن وزكواتهن للمراسلات في المدارس والمكاتب..

** لكن هـل هؤلاء هم الفقراء الوحيدون..

تبذل الجمعيات جهودا جيدة في هذا الجانب.. لكن خريطة عملها وجهدها لا تصل إلا لمن يأتيهم.. لكن المتعففين عن السؤال.. الصامتين على أنات أطفالهم وأحلامهم الصغيرة بلعبة أو لحاف دافئ في هذا الشتاء.. هؤلاء هم مسؤولية المجتمع ولابد من الاجتهاد في تأسيس قنوات رسمية لمساعدتهم..

أعتقد أن عمد الأحياء هم خير وسيلة ولابد من تفعيل هذا الجانب فيه خير كثير من جهة الحماية والتبليغ عن الأخطار والأشخاص المرتاب فيهم من جوانب أخلاقية أو إرهابية أو خلافه كما فيه خير كثير من ناحية معرفة أحوال الناس المادية والصحية والسعي بعمل رسمي مقنن لمساعدتهم.

** التكافل الاجتماعي يلزم أن يبدأ بفقراء الداخل وليس أفضل من فرحة الشتاء لبث الدفء في العروق الباردة..!!



Fatemh2007@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5105 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد