Al Jazirah NewsPaper Monday  15/12/2008 G Issue 13227
الأثنين 17 ذو الحجة 1429   العدد  13227
في حضرة اللقمة حفظها الله
هلا السليمان الشمالي

في حضرة اللقمة نعترف بسطوتها وقوتها وسيطرتها، فهي في عين الجائع الفقير حلم.. وما أكثر الجياع!!

وفي عين السمين العليل عدو لدود مسيطر.. وما أكثر أهل السمن!!

هي في يد ربة المنزل حب يقدم لعائلتها وطريق إلى قلب زوجها.

وفي عين الكادحين زاد يستعان به على عمارة الأرض وعبادة الرب.

هي النعيم الذي فطر الناس على حبه والتلذذ به، وجعل ذلك في الدنيا والآخرة..

هي سبب للتخمة والمرض، وقلتها سبب لموت وشيك عند من ظهرت أضلاعه تطلب العون والنجدة في المجاعات المختلفة.. هي اللذة في كل الجلسات. وأي جلسة تحلو بدونها؟!

هي الرقي في طريقة تناولها ومقياس يتردد بين الهمجية والهجوم، وبين أيتكيت يأسر الألباب ويدرس في مدارس خاصة.

اللقمة..

أي أدب وأي فن وعلم.. ورقي.. وسياسة.. أي جمال.. دون اللقمة؟... وهي أول حجات الإنسان الفسيولوجية.

وفي هذه الأيام - أجارنا الله من أن تكون أياماً عجافاً- صارت اللقمة صعبة المنال.. ارتفاع أسعار البترول، وبالتالي ارتفاع تكاليف الإنتاج، والاحتباس الحراري وتغيرات المناخ، وتأثير ذلك على الإنتاج الغذائي... كل ذلك جعل اللقمة صعبة المنال لدى الكثيرين حول العالم..

لكن..

ما الدور الذي نقوم به أنا وأنت لحل هذه الأزمة؟... وكل وسائل الإعلام تزيد في همنا وتجعلنا نفكر في المشكلة.. ونقلق.. دون أن نفكر في الحل؛ لأننا نظن أننا لانستيطع تقديم شيء...

والحقيقة أننا نستطيع..

لذلك قارئي الكريم.. ادع الله تعالى أولاً بالفرج، فالفرج بيد الله وحده...

حاول أن تكون منتجاً ساعدتك ظروفك على ذلك.. فلو كانت كل الأسر منتجة لكان اقتصادنا كالحديد.. ولكن الأسر المستهلكة تعني مجتمعاً استهلاكياً.. واقتصاداً ضعيفاً...

حافظ على النعمة قدر المستطاع، واجعل لكل ما لديك من نعم استغلالاً ذكياً، وحث عائلتك على ذلك..

اقتصد في الاستعمال، ففي الحديث: (طعام الواحد يكفي الاثنين) وليس من داعٍ لأن يكون الطعام زائداً لا يؤكل ثم يرمى بعد ذلك..

استغفر الله.. فدوام الاستغفار يجلب الرزق ويفرج الهموم...

اشكر الله على مالديك، قال تعالى: {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ}، ومن أصدق من الله قيلاً؟...

وإنه لمن الذكاء أن نحاول استبدال المواد الغذائية عالية الثمن بأخرى قريبة من قيمتها الغذائية وأقل منها ثمناً.. وكما يقولون: (إن فاتك الضاني عليك بالحمصاني).

هذه بعض الحلول الروحانية والعملية لها أثرها خاصة إن حصلت بشكل جماعي.. رفع الله عنا البلاء والغلاء.. آمين..



halasuliman@gmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد