إن الابتسامة الصادقة والوجه البشوش الضاحك يعبران عن عاطفة جياشة صادقة داخل النفس، فالابتسامة المشرقة على وجه طلق تفتح مغاليق القلوب وتخترقها بسهامها النافذة، وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صاحب ابتسامة لا مثيل لها ووجه بشوش، تقول عنه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (كان رسول الله بساما ضاحكا).. ويقول عنه عبدالله بن الحارث رضي الله عنه: (ما رأيت أحد أكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه وسلم)، الابتسامة أسهل من العبوس والتقطيب وهي تحرك أكثر من سبعة وثلاثين عضلة في الوجه، كما قال العلماء، وهي تجمل الوجه وتنعش القلب، وأشعتها كأشعة الفجر تمحو الظلام وتبعث الأنوار.. يقول مالكوم دوجلاس عنها: (الابتسامة لا تكلف شيئاً، ولكنها تبدع الكثير، إنها تثري أولئك الذين يتلقونها دون أي تكلف المبتسمين كثيراً، إنها تحدث في لمح البصر، وربما تستمر ذكراها للأبد، ليس هناك من يستطيع الاستغناء عنها، وإن كان غنيا، وليس هناك فقير لا يستمتع بفوائدها، إنها تنشر السعادة في المنزل، وتعزز الشعور بالود في العمل، وتوطد الصداقة، إنها الراحة لمن يشعر بالوهن، وشعاع الشمس، لمن يشعر بالحزن، وأفضل ترياق لمن يعاني من مشكلة، ربما يكون بعض معارفك مجهدين جدا، لدرجة ألا يبتسموا لك، امنحهم إحدى ابتساماتك لا أحد يحتاج إلى ابتسامتك أكثر ممن لا يملكون شيئا يمنحونه!؟.