Al Jazirah NewsPaper Tuesday  16/12/2008 G Issue 13228
الثلاثاء 18 ذو الحجة 1429   العدد  13228
مؤيدة ما كتبه محمد آل الشيخ:
(الساديون) جعلوا من القوامة سيفاً على رقابنا..!

سعادة الأستاذ خالد المالك

رئيس جريدة الجزيرة المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

شدني ما كتبه الكاتب محمد آل الشيخ تحت عنوان: (حقوق المرأة وحرية الاختيار) في العدد (13200). اسمحوا لي في هذه العجالة بعد أن خمدت الحرب الضروس من كل الاتجاهات على مقالة كتبها محمد آل الشيخ دفاعا عن المرأة وحقوقها أقول وبالله التوفيق:

ليس المهم أن أكتب ولكن الأهم عن ماذا أكتب؟ فالكاتب الصادق هو الذي يكتب بإحساسه لا بقلمه. إحساسه الذي يدفعه إلى الإحساس بالآخرين وبهمومهم ومشكلاتهم والعمل على مساعدتهم للتخلص من همومهم. فهو سيجازى عن عمله هذا من الرب بدعوات المسلمين الصادقة.

وكل المقالات التي نفت وقوع الظلم على المرأة وأكدت أن المرأة تتمتع بكامل حقوقها أقول مَن أعطاكم الحق بالتكلم عن أنفسنا والدفاع عنا وأننا (مكفولات مخدومات مرعيات)، كم واحدة تكلمت عن نفسها، معنى هذا أنها أثبتت الحق على الجميع. وكم رجل تكلم بهذا الموضوع دفاعا عن نفسه كون أساس المشكلات سببها (بعض الرجال).

إن الدين الإسلامي فرض للمرأة حقوقاً وأكدته حكومتنا الرشيدة اعزها الله. لكن للأسف هناك الكثير من النساء حقوقهن مهضومة من قبل بعض الرجال الذين لا يخافون الله، فأنا أرفض التحدث بصيغة الجمع كما جاء في خطاب بعض الأخوات (نحن مكفولات مرعيات مخدومات) أنا سعيدة إذن الجميع سعيدات ؟!

هذه أمثلة - وهي قليل من كثير - على معاناة كثير من النساء ليس لهن حول ولا قوة؛ والسبب بعض الرجال الساديين الذين جعلوا من القوامة سيفاً على رقاب الضعيفات كونهن نساء، وهو رجل والمجتمع معه وهو على حق دائما.

1 - نساء سلبت حقوقهن في الإرث وجعلوا الإرث في الرجال وحُرِّم على النساء، والبعض سلبت حقوقهن بالوكالة الشرعية بالإكراه أو من دون علمها وأسكتت بمبلغ بسيط ولو رفعت صوتها مطالبة بالحقوق اتهمت بالانفلات والحرية وعوقبت اشد العقاب.

2 - نساء مظلومات مع الرجل مع أطفالهن لا تعرف كسوة العيد وتنام على الأرض وبالكاد تجد ما يشبعهن وراتب الزوج تجاوز العشرة آلاف، وقد سخر هذا الراتب للسفر ومتعة السفر ولو طالبت بحقها وحق أطفالها كان مصيرها التهديد (عاجبك ولا الباب يفوت جمل) أين تذهب تلك المسكينة في ظل غياب الوالدين وفقدان العمل والحالات كثيرة.

3 - نعم، لدينا بطالة نساء، فالمرأة كالرجل في احتياجها للمال، للاكتفاء الذاتي عن العوز أو كونها مسؤولة عن أفراد أسرتها لعدم وجود عائل أو كونها محرومة من المال الموجود عند أسرتها بسبب البخل والأنانية. إنني أتألم لآلاف النساء عندما تشغر وظيفة واحدة في إحدى الجهات يتسابق لها الآلاف بالطوابير وحال لسانهن (يا رب) وسراب الأمل يراودهن في كل لحظة. ولو كانت هذه الأعداد مكفولة ومخدومة لما جرين لاهثات للبحث عن وظيفة ولو براتب يسير وفضلن الراحة في البيت عن الخروج والبحث عن المال.

4 - عندما تطالب المرأة بالعمل والخروج من البيت لم تأتِ هذه المطالبة من فراغ، فلو وجدت رجلا يساندها ويلبي ابسط حقوقها وحقوق أولادها لما طالبت بالعمل لتحمي نفسها وتحمي أطفالها من التشرد والسرقة، فالمرأة سواء كانت متزوجة أو غير متزوجة فحاجتها إلى المال كالرجل في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها، (وحبذا لو يصرف للعاطلات من بنات او متزوجات راتب بسيط يكفيها العوز شهرياً أسوة ببعض بلدان الخليج خلاف ما يصرف للأرامل والمطلقات من الضمان.

5 - عندما اعتبرت بعض النساء أن قيادة السيارة حق من حقوق المرأة هوجمت من كل الاتجاهات حتى وصلت أحيانا للتحريم وكأنها طالبت بجرم وان هذا اختلاط محرم. إن المعارضين لقيادة المرأة السيارة لم يكلفوا أنفسهم ويسألوا المرأة لماذا نطالب بقيادة السيارة؟ بالنسبة للمعارضات من النساء اجزم أنهن كما قيل عنهن (مكفولات مخدومات مرعيات) ولا يحتجن إلى قيادة سيارة، أما المطالبات فلا يعلم ظروفهن إلا الله.

ظلم الرجل يطاردهن يومياً فهناك الرجل الذي يبتز زوجته أو قريبته في المواصلات من شراء سيارة وإصلاحها وبنزين يومي غير قيمة خدمة التوصيل، حتى أن راتبها لا توفر منه شيئا مع انه موظف ويستلم أكثر مما تستلم. والابتزاز لا يقف عند حد مشوار العمل بل تعدى الى المستشفى والسوق وكل الاحتياجات.

ظلم سائق الليموزين بقيمة الإيصال الشهري مع ما تلاقيه من سوء خلق هذا الليموزين ممن اعتدن على ركوب الليموزين لان لا عائل لهن يوصلهن. وأكثر من لا عائل لهن أو انه مسافر أو من اعتاد المكوث خارج البيت بسبب العمل أو الاجتماع مع الأصحاب وترك البيت للزوجة لتعتمد على نفسها مما يضطر البعض للخروج في منتصف الليل بطفل مريض للبحث عمن يوصلهن إلى المستشفى أياً كان سواء سيارة أجرة أو خاصة، فالحالة لا تستدعي الانتظار، ولا نقل هذه حالات فأنا سمعت شكوى كثير من الأخوات، حتى أن سيدة حملت طفلها الذي تجاوزت حرارته الأربعين للشارع وهي تستغيث بأي كائن ليوصلها للمستشفى والساعة الثانية بعد منتصف الليل، هل شعرتن بها أخواتي المكفولات ؟ أو عرفتن بحالها؟ أو قدمتن لها شيئا؟ ولو ركبت مع وحش في تلك الساعة ما مصيرها ومصير ابنها؟ لذا لا تلوموا من تطالب بأي حق فلا عذر لها.

6 - عندما تطالب المرأة بتلك الحقوق التي أشرنا اليها تجد الرجل جاهزا لها بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية وتقاليد المجتمع إن هذه الحقوق (تخالف الشرع) وأنها تطالب بالانفلات والتحرر، وكأن الدين واجب على المرأة. حتى من يعترف بأن حقوقها مهضومة يتهم بتحرر المرأة والمطالبة بإسكاته لأنه ارتكب خطأً بالوقوف مع المرأة. مع أن المرأة لم تطالب بحقوقها المهضومة إلا بسبب تقصير الرجل وإهماله. فلو وجدت رجلا يساندها ماديا ولو يسيرا وينصفها ويلبي احتياجاتها الضرورية لما طالبت بالعمل وقيادة السيارة، فالرجل هو محور مشكلات المرأة فهناك رجال يحرِّمون على المرأة كل شيء باسم الدين في بلادنا، وكلمة الاختلاط تستفزهم مع أن الصحابيات - رضي الله عنهن - يشاركن الرجل في المعركة بعلاج المصابين وخدمة الأفراد. وبعض هؤلاء الرجال يتزوجون نساء سافرات عشن في مجتمعات مختلطة متعذرين بغلاء المهور، والواقع غير هذا وهو رؤيتها والجلوس معها واختيارها وترك بنات البلد عانسات وسلعا في أيدي كبار السن مستغلين ظروفهن الاقتصادية.

دعواتنا لكل من يقف مع المرأة المظلومة المحرومة من حقوقها ابسط حقوقها ويساعدها على اخذ حقوقها واخص بشكري الكاتب القدير الأخ محمد آل الشيخ وكل من يقف معها أو يساعدها وأكثر الله من أمثالهم ودمتم.

موضي عبد العزيز
الرياض: ص ب 151245 رمز 11765



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد