تعكس أقوال أو أفعال الأبناء صورة الأسرة التي ينتمون إليها أو التي يعيشون في بيئتها سواء كانت إيجابية أو سلبية بحيث توضح مدى العناية والاهتمام بتربيتهم. ولو أخذنا بعضاً من هذه التصرفات السلبية والتي عادة ما تحدث في المدرسة من أقوال بذيئة وعبث وعنف وعدم انضباط فإننا نلقي بلوم وبالدرجة الأولى على ربي الأسرة الأب والأم اللذين تقع على عاتقيهما مسألة التربية والتي يمكن أن تفتقد من خلال انفصالهما أو تدني مستوى ثقافتهما أو غياب أحدهما أو إعالة الأب لأكثر من أسرة ووجدهما في أماكن متباعدة مما يجعل الأبناء أحياناً رهناء لقرناء السوء وثقافة الشارع.
وهناك الكثير من الأسر التي تعاني من سلوك أبنائها رغم محاولات التوجيه والإرشاد التي تتم في داخل محيط المدرسة وبأساليب تربوية متعددة والتي أحياناً لا تثمر عن نتائج وتقع المدرسة وإداراتها في حيرة ومعضلة غير قابلة للحل، تلجأ في أضيق الحدود إلى التأديب عن طريق الضرب غير مبرح والمؤذي والذي أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال: (مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر) نجد اليوم إن الكثير من التربويين يعارضونه بشدة بسبب بعض المبالغات التي حدثت في بعض المدارس، كان لها تفاعل عبر الكثير من الصحف أعطها بعض الإعلاميين الذين تهمه الإثارة ويرتبطون أحياناً بصاحب المشكلة من قرابة أو معرفة صفة التعميم عن الواقع التعليمي.
وأقول للتربويين الذين أشبعونا نصائح من خلف مكاتبهم الوثيرة والتي لا يزعجهم فيها سوى رنين الهاتف وتبجح بعضهم بأنه على استعداد للعودة للتدريس وفي داخله (الخلاص غنيمة) من هم المدارس ومشاكلها التي يعيش اليوم معلميها وخاصة في المرحلة الثانوية معاناة مع طلابها، لقد سئمنا من نصائحكم المملة التي تأخذ طابع الارتجال وصفة الخطابة، فإذا كنتم تعرفون المدارس حقيقة المعرفة بسبب تجربتكم فارجو أن تكفوا عن استخدام المصطلحات التربوية الغارقة في الغموض والتي لا تسمن ولا تغني من جوع، والتي ولى زمانها، وانظروا إلى حقيقة الطلاب أمامكم عندما يصدر منهم سلوك سلبي وبشكل متكرر في المسجد مكان العبادة الذي يجب أن يعطى احتراماً أو توقيراً وخشوعاً، ولا نجد أصواتاً تنادي بتأديبهم سوى أصوات خافتة لا تغير الواقع، بل يبقى الوضع على حاله عبث وسوء سلوك إلا ما شاء الله.
فكيف تنتقد المدرسة أحياناً وبشدة في دورها التربوي وطريقة تعاملها مع الطلاب فقط دون النظر إلى واقع الأسرة التي هي فاشلة في تربية أبنائها حتى في مكان العبادة.
abdllh_800@hotmail.com