التقطت مؤسسة الأمير عبدالرحمن الأحمد السديري ممثلة بدار الجوف للعلوم قفاز المبادرة. فالوطن معني أيضاً بتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية التي شبت شرارتها في الولايات المتحدة وغطت كل أنحاء العالم تقريباً. وجاءت الجوف ممثلة في منتدى الأمير عبدالرحمن الأحمد السديري للدراسات السعودية، هذا المنتدى الرائد الذي يتلمس القائمون عليه أهمية تفحص القضايا الإستراتيجية المهمة. وتحت عنوان (الأزمة الاقتصادية وتداعياتها على الاقتصاد السعودي) كان موضوع اللقاء الذي شاركت فيه نخبة من الاقتصاديين والأكاديميين السعوديين من الجنسين إعراباً عن أهمية الحدث ورسالة من المجتمع على اهتمامه بالأحداث العالمية والإقليمية.
إن الأزمة الكبرى التي يعيشها النظام المالي العالمي الذي يذكر بأزمة الثلاثينيات من القرن الماضي، جاءت لتشرح الواقع الذي تعيشه اقتصاديات الدول التي لازالت تعاني من آثارها وبينها عدد من الدول المتقدمة، ومدى تأثيرها على الاقتصاد السعودي، وخاصة بعد أن أطلقت القيادة الرشيدة تطمينات واضحة في الفترة الأخيرة لأبناء الشعب السعودي على متانة الاقتصاد وقوته وعدم تأثره بالأزمة.
الندوة (الحدث) التي أدارها كل من معالي الدكتور عبدالواحد بن خالد الحميد نائب وزير العمل، والدكتور محمد بن حمد القنيبط رئيس مجلس إدارة جمعية الاقتصاد السعودية، أفردت للمرأة حيزاً وكان لها حضور كبير تمثل في الورقة المهمة التي ألقتها الدكتورة نورة اليوسف بعنوان (تداعيات الأزمة المالية العالمية على الصادرات السعودية غير النفطية) والتي وجدت صدى طيباً نتيجة للتحليل المنطقي الذي ساقته اليوسف خلال طرحها.
إن مبادرة المنتدى الطيبة التي تصب في خانة نهضة وبناء الوطن تحسب لصالح الاقتصاد السعودي دون شك، بيد أنها تتسق وأهداف دار الجوف للعلوم. هذا الصرح الحافل بالإنجازات الثقافية والأدبية والاجتماعية والخيرية الذي يمثل كياناً ثقافياً كبيراً طرح فوائده واستفاد منها العديد من أبناء المنطقة والمناطق الأخرى على مستوى المملكة.
إن التفرد في الموضوعات والطرح من قِبل منتدى الأمير عبدالرحمن الأحمد السديري والنجاح الذي يصاحب أطروحاته وحشده للعلماء من أبناء وبنات المملكة يجعل الأماني تتقدم ليتحول المنتدى إلى مناسبة سنوية تحشد لها الطاقات والأفكار للخروج برؤى واضحة للقضايا المعاشة، خاصة وأن هناك العديد من الفعاليات والأنشطة التي تعمل بشكل مستمر من المحاضرات والندوات. كما أن الزخم الكبير الذي وجده الحدث دعا العديد من بنات المنطقة وغيرها ممن لم يتمكن من الحضور في أن يتم توسيع مظلة الإعلان عن الأحداث المثيلة في مقتبل الأيام.
وفق الله القائمين على هذا الصرح الخيري.. والله أسأل أن يجعل جميع أعماله في موازين حسنات مؤسسه.
- الجوف