هلّت عليه زوجته وعلى وجهها جميع علامات السعادة والفرحة وهي تصرخ: (المليون يا سعد.. المليون).. رددتها بسرعة وهي ترتعد من هول الصدمة، وبدأت ضحكات سعد بالارتفاع ثم راح يكبر (الله أكبر.. الله أكبر، أنا كنت عارف من يوم ما كسبت علبة (بيبسي) مجاناً المرة الماضية إنو حظي ماشي).
توقف سعد عن القفز لوهلة ليسأل زوجته -ووجهه مليء بالابتسام- عن المسابقة التي ربح من خلالها المليون، فسعد من الناس الذين لا يفوتون أي مسابقة عربية أو أجنبية سواء عن طريق التلفون أو التلفزيون أو الصحف والمجلات، نعم لقد أرسل كلمة (حلم، صدى، ذهب، ماس، همر.... إلخ).
هنا توقفت سعاد وانقلبت 180 درجة، فمن وضع القفز إلى الثبات الكامل ومن الابتسام إلى التكشير ومن الفرحة إلى الغضب وقالت لسعد: (لحظة). ذهبت سعاد إلى الغرفة المجاورة ثم عادت ومعها حقيبة منتفخة وهي تتحرك نحو زوجها بتباطؤ.
ولا يزال سعد يسألها ما اسم المسابقة التي ربح من خلالها المليون وابتسامته العريضة تكاد أن تقصم وجهه إلى نصفين وقد أعمت فرحته عينيه عن كل التغير الذي طرأ على زوجته، فتحت سعاد الحقيبة وبدأت تخرج منها أوراقاً وفواتير جميع المسابقات التي شارك بها وبدأت برميها في الهواء وهي تصرخ: (المليون يا سعد المليون). نعم فاليوم أكمل سعد تجميع المليون من خلال ديونه ومصاريفه على المسابقات وحلم الثراء السريع.