أمامها تتعثر كل كلماتي
بنظرة منها تتوه كل عباراتي
جعلتني طفلة أعشق حروفها متيمة بألعابها
منذ أن خرجت ألماستي للدنيا وحتى الآن وقد بلغ عمرها عشر سنوات لا أزال حبسية برائتها صدى ضحكاتها الطفولية لا يفارق مسمعي إن مشت أراقب خطواتها لا لا تقع أحرسها بعيني إن ابتعدت وإن غابت عن ناظري فقلبي وروحي معها أينما حلت كم أتألم حينما أرى من يرفع صوته عليها وكم يطأني الأسى والحزن إن رأيت بريق الدمعة في عينيها لا أريد لألماستي أن تجف أريدها نقية كما هي الآن أريدها أجمل ألماسة على وجه الأرض..
أذكر ذات مرة أني دخلت عليها وهي تبكي وتقول لقد اشتقت لأبي احتضنها قلبي قبل أن أحتضنها أغمضت عيني وبدأ ذاك الشريط يعرض صور الماضي أمامي كل لحظة قضيناها مع أبي وكيف أتانا خبر وفاته وكيف مرت علينا أيام العزاء وكيف قضينا الأيام من بعده إلى أن وصلت لهذه اللحظة لحظة احتضاني لألماستي أحسست وكأنني خيل جريح يحمل فارسا مصابا ويعدو في ساحة المعركة يريد النجاة به أردت أن أصبرها لكنني انهرت أمام كلماتها المثخنة بالجراح أخذت تمسح دموعي وهي تقول بكل براءة: لا تبكي بابا يحتاج للدعاء وليس للدموع أخذت أتحدث معها عن الصبر وأتلو لها بعض الآيات التي تصبرني وتصبرها بعد أن هدأت ألماستي ابتسمت وأخرجت
دميتها تلعب بها وعادت تضحك كما عهدتها لكن أختي امتنان (ألماستي) تركت قلبي المتيم بها يتساءل هل بموت أبي مات الحب والرحمة والحنان أم أنه بقت ذرات منها في بعض قلوب البشر؟؟ لكن قلبي أنكر هذا السؤال لأنه يعرف أنا الحب والوفاء بذاته يتجسد في أمي.
أمجاد إبراهيم الجساس