Al Jazirah NewsPaper Friday  26/12/2008 G Issue 13238
الجمعة 28 ذو الحجة 1429   العدد  13238
كم أحب هذه الألماسة

أمامها تتعثر كل كلماتي

بنظرة منها تتوه كل عباراتي

جعلتني طفلة أعشق حروفها متيمة بألعابها

منذ أن خرجت ألماستي للدنيا وحتى الآن وقد بلغ عمرها عشر سنوات لا أزال حبسية برائتها صدى ضحكاتها الطفولية لا يفارق مسمعي إن مشت أراقب خطواتها لا لا تقع أحرسها بعيني إن ابتعدت وإن غابت عن ناظري فقلبي وروحي معها أينما حلت كم أتألم حينما أرى من يرفع صوته عليها وكم يطأني الأسى والحزن إن رأيت بريق الدمعة في عينيها لا أريد لألماستي أن تجف أريدها نقية كما هي الآن أريدها أجمل ألماسة على وجه الأرض..

أذكر ذات مرة أني دخلت عليها وهي تبكي وتقول لقد اشتقت لأبي احتضنها قلبي قبل أن أحتضنها أغمضت عيني وبدأ ذاك الشريط يعرض صور الماضي أمامي كل لحظة قضيناها مع أبي وكيف أتانا خبر وفاته وكيف مرت علينا أيام العزاء وكيف قضينا الأيام من بعده إلى أن وصلت لهذه اللحظة لحظة احتضاني لألماستي أحسست وكأنني خيل جريح يحمل فارسا مصابا ويعدو في ساحة المعركة يريد النجاة به أردت أن أصبرها لكنني انهرت أمام كلماتها المثخنة بالجراح أخذت تمسح دموعي وهي تقول بكل براءة: لا تبكي بابا يحتاج للدعاء وليس للدموع أخذت أتحدث معها عن الصبر وأتلو لها بعض الآيات التي تصبرني وتصبرها بعد أن هدأت ألماستي ابتسمت وأخرجت

دميتها تلعب بها وعادت تضحك كما عهدتها لكن أختي امتنان (ألماستي) تركت قلبي المتيم بها يتساءل هل بموت أبي مات الحب والرحمة والحنان أم أنه بقت ذرات منها في بعض قلوب البشر؟؟ لكن قلبي أنكر هذا السؤال لأنه يعرف أنا الحب والوفاء بذاته يتجسد في أمي.

أمجاد إبراهيم الجساس



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد