-1-

جاءت فلسطين

عبر قصيدة

كهجوم انتحاري

مفخخة بالأسئلة

تتوارى بمريول طفلة

تكاد تتفجر بشفتيها... قنبلة

من الأسئلة

قصائد أهلي ما أكثرها

ما أجملها

ما أكثر الذين يستمتعون بها

بأدق تفاصيلها

يسردونها

ليكتبوا بإحساس

عن الأوطان السليبة

والشعوب المحرومة

يشبعون ذواتهم.. تأملاً في الحزن والكآبة

يستشفون معنى الضياع... التشرد

ليحسنوا الكتابة

ليأنس بجراحنا

إنسان الغابة

لتكتمل القصيدة

لكنها عصيّة عنيدة

لاجئون في أوطاننا ولا ملجأ

صامدون وما ينتهي جرح إلا ليبدأ

واتكأت الساق على الساق

إلى غير فلسطين أبدا لن نساق

سأنتظر... سأنتظر

يا فلسطين

الموعد الحلم

العود الحميد

أو... أنتحر

سمعتها تهمهم

(أنت/حر)

* * *

-2-

حينما نعشق الحياة

وتصدمنا الأيام

وتفجعنا بانتكاستها الأحلام

يتوه منا الطريق

وتضل الدموع العيون

لا تدري أين الطريق

فتقبع وتجثو في ذواتنا الغريبة

لتستوعب متى تحضر

وكأنها في جسد غريب عنها

وهي الحاضرة التليدة

تتصنّع الغباء

تتوارى خلف زجاج

لتدرك حجم المصيبة

فتمول العين بالقدر المناسب من الدموع

حتى إن كان لديها قصور

اعتصرت القلب لتسد الثغور

وجففت العروق فإذا الروح تمور

فيُقهر الدمع

يُضيّق عليه الخناق

فيسيل... وتكاد تسمع له خرير

عندها...

تتمنى الجفون لو على حوافها سدود

حتى لا تتقرح المحاجر

وحتى لا تهلك الخدود.