أجلس في غرفتي هادئة...

أستمع لصوت سقوط المطر...

كنغمات فرقة موسيقية بارعة...

تتراقص على صوت عزفها الأجساد...

أحس بالراحة...

وبأمواج الوحدة تكتسح سواحل قلبي...

فأعبر وكلي ثقة بوصولي للضفة الأخرى...

تداعبني نسمات باردة تعيدني للواقع...

وصوت المطر يمنحني الإحساس بالجمال...

فقطرة ماء تحيي الأرض...

وتعيد إليها رونقها وروعتها...

فكم من شخص يتدثر بغطاء يحتمي من برودة الجو...

لينام على تلال ذهبية غطتها الأمطار فحولتها إلى طين...

تعبق رائحته لتنتشر في الأرجاء...

فيستيقظ ليجد التربة وقد تحلت بحلة سندسية خضراء...

تمتع البصر...

وتعيد البسمة لمن فقدها...

لكم وددت الجري بين الكثبان...

وتلطيخ قدمي بالتراب البارد...

والضحك بسرور ومتعة...

ونزع الحجاب دون خوف من ظهور الرجال..

والتمرغ بالطين..

وقطرات الماء تنتثر من حولي..

كثلج يتطاير بخفة...

أحمل حفنة من الطين...

وأشم رائحتها العبقة...

وأكمل اللعب...

تسقط قطرة من المطر على أنفي...

لتعيدني...

أتلفت حولي...

ثم أعود للعزف بوثبات أصابعي على لوحة المفاتيح...

لتضفي مؤثرات لصوت المطر...

لأكتب خواطر تتفجر في مكامن إحساسي...

وأنسج خيوط أفكاري...

على شاشة حاسوبي...

وأنا أفخر ببنات مشاعري...

التي تناثرت حولي...

لأرتبها وأكمل نسيجي...

بخطوة ثانية في مسيرتي...

لتتبعها خطوات أخرى بإذن الله...

أرفع يدي لأرجو معونة الله...

في إكمال طريقي...

تسير عقارب ساعتي...

لتشير للساعة الواحدة...

فأقفل حاسوبي...

وفي داخله خيوط خواطري...

لأصلي...

وأدعو من لا يرضى بأن يكون بينه وبين عبده واسطة...

ملحة بالدعاء...

بأن أوفق في مسيرتي...

وعزف فرقة المطر الموسيقية يصدح في أذني...

ليخبرني بأنه مصر على إسماعي إياها...

فترتسم بسمة على شفتي...

لإصراره المستمر...