Al Jazirah NewsPaper Sunday  28/12/2008 G Issue 13240
الأحد 30 ذو الحجة 1429   العدد  13240
شركة موبايلي.. التضليل الممنهج

لاحظت وعلى مدى الشهرين الماضيين الغموض والتبطين الذي يكتنفه نهج شركة موبايلي في المملكة في إعلاناتها التجارية لعروضها التسويقية.

ودفعت حالة الامتعاض الشديدة التي اجتاحت الكثير من عملاء الشركة إلى المطالبة بوضع حد لهذه الأساليب التي تتبعها الشركة لسنوات عدة في طريقة إعلاناتها التجارية على صفحات الصحف المحلية وفي القنوات الفضائية وعبر الإذاعات المسموعة لما فيها من تغييب للمعلومات الجوهرية لأحكام وشروط العروض التسويقية المطروحة والتي طغى عليها إبراز الجزء المميز والجذاب في العرض الترويجي دون الإفصاح عن الشروط الواجب توفرها والأحكام التي تفرضها الباقة للحصول على مميزات العرض.

وقد تفاعلت مع القضية واتصلت بمركز خدمات العملاء سعياً للتحقق من أبعاد الحدث وبادرت بالسؤال عشوائياً عن أحد العروض التي طرحتها الشركة مؤخراً والذي يتضمن منح العملاء تخفيض 60% على جميع المكالمات الدولية والمحلية وكانت هذه المعلومة الوحيدة البارزة التي أظهرتها الإعلانات التجارية والتي كانت سبباً في انجذاب الكثيرين للاشتراك في خدمات الشركة إلا أن هناك شروطاً وأحكاماً عديدة تتضمنها الباقة ولم يتم الإفصاح عنها، أوضح موظف الخدمات أن مدة العرض قد انتهت بتاريخ 17 ديسمبر 2008م ولم يعد العرض سارياً وكانت هذه أولى مفاجآت الكثير من العملاء الذين أكدوا لي عدم علمهم بذلك.

موظف خدمات العملاء عند سؤاله عن باقي شروط العرض المخفية أوضح أن التخفيض المذكور يبدأ تطبيقه اعتباراً من الدقيقة الثالثة للمكالمة فقط وتحتسب الدقائق الثلاث الأولى بالتكلفة العادية وأضاف أن الخصم أيضاً لا ينطبق على المكالمات التي يتم إجراؤها بين مشتركي الشركة نفسها والذين تجاوزوا (11) مليون عميل بحسب الشركة بل هو حصري على المكالمات التي تتم مع المشغلين الآخرين لخدمة الهاتف المتنقل بالمملكة فقط.

كما أوضح أن هناك فئات من العملاء مستبعدون من العرض بحسب ما تنص عليه الباقة وهم من عملاء الشركة الحاصلين على إحدى الباقات الأخرى مشيرا إلى أن موظفي الشركة أيضاً لا يحق لهم التمتع بالعرض.

أسلوب تغييب تلك الشروط والاكتفاء باستخدام عبارة (اشترك في خدماتنا واحصل على خصم 60% على جميع المكالمات دولية ومحلية) كانت مثار استياء الكثير من العملاء الذين أكدوا لي عدم علمهم بكل تلك الشروط ولا مدة انتهاء العرض مشيرين إلى أن السجل التاريخي للأسلوب الدعائي الذي تتبعه الشركة المذكورة مليء بمحاولات التعتيم واستخدام الصياغات الرنانة المدلسة لجذب أكبر عدد ممكن من العملاء دون الالتزام بالمهنية والاحترافية في أسلوب التعامل مع المستهلكين.

إن هذا الانطباع وإن كان يمثل وجهة نظري ويتناغم مع ما حصلت عليه من معلومات، إلا أنه يتوافق مع الكثير مما يتم تداوله بين الناس عن أساليب العمل التسويقي لهذه الشركة، وكلنا أمل بأن لا تتمادى الشركة بأكثر من ذلك، وأن تصحح ما تكون قد وقعت فيه من أخطاء واجتهادات، فنحن تهمنا الشركة بوصفها شركة وطنية تملك قاعدة عريضة من المساهمين، وعليها مسؤولية نحو خدمة هذا القطاع أسوة بشركة الاتصالات وشركة زين!

عبدالله الجعيدي


aazz-a@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد