Al Jazirah NewsPaper Sunday  28/12/2008 G Issue 13240
الأحد 30 ذو الحجة 1429   العدد  13240
نوافذ
العصر
أميمة الخميس

لماذا تنال فتوى معيّنة رواجاً معيّناً على المستوى الشعبي؟ ..لماذا نجدها تغدو نافذة مضيئة مستجيبة للعصر وللنوازل؟

فتتلقفها وسائل الإعلام، وتغدو محوراً للنقاش في منتديات الإنترنت، وفي المجالس الشعبية.

أليس هذا مؤشراً واضحاً على أنّ هناك حالة تململ عامة متوارية مترددة، ضد ماهو متزمّت مغلق وظلامي، أليس هذا مؤشراً على أن الصيرورة التاريخية لا تقف عند محطة أو زمن، بل على العكس تأخذ في طريقها كل من يحاول عرقلتها أو رفع السدود في وجهها.

حالة الرواج والاستقبال الاجتماعي الإيجابي لها، لعلها أحد المؤشرات التي تحيلنا إلى أنّ هناك حالة تعطش شعبي إلى مثل هذا التناول، وإن هناك شرائح اجتماعية متعددة بحاجة إلى فكر ديني مستنير متسامح يحمل علاقة واعية مرنة بالعصر.

على سبيل المثال فتوى الشيخ العبيكان الخاصة بإمكانية سفر المرأة بدون محرم، لم تنطلق من الهباء، بل تأسست على خلفية شرعية وفقهية واسعة وثرية، وفي نفس الوقت الفتوى لم تنبت صلتها بالعصر ومتطلباته ... نوازله ومحدثاته، ومن هناك قيدها الشيخ العبيكان (حفظه الله) بشروط أن المرأة إذا آمنت على نفسها وكانت برفقة مجموعة من رفيقتها، وما هنالك من ضوابط جاءت في حيثيات الفتوى.

لذا نجد أنها فتوى تحترم المرأة وعيها وآهليتها وذكاءها الذي من الممكن أن يحميها من المتربصين تعي أننا لم نعد في عصر الغابة أو الفيافي والصحارى المقفرة، بل نحن في زمن مدني متحضر مراكزه الأمنية متاحة وفي متناول اليد، ومن هنا تستطيع المرأة أن تتحرز وتحذر الأماكن والسلوكيات المشبوهة، لتمضي في سبيل تدبير أمورها والقيام بشؤونها ومسؤوليتها التي يتطلبها دورها على عدة مستويات التي من أبرزها المستوى الوطني كطالبة علم تسعى لتحصيله في أقطار الأرض.

وفي نفس السياق الإيجابي ما ذكره سماحة شيخنا المستنير (سلمان العودة) في برنامجه الحياة كلمه حول (المسكوت عنه في الشريعة)، حيث أشار إلى أن الأصل في الشريعة هو الإباحة ومن هنا استدل على أن كل ماهو مسكوت عنه فهو مباح ... وذكر أمثلة متعددة على هذا، لكن جميعها تحيلنا إلى الطريقة الرحبة السمحة التي يتناول بها الشيخ العودة نوازل العصر ومحدثاته، الأسلوب الواعي المتيقن بأنّ الإسلام هو دين لكل زمن ومكان، دين قادر على الاستجابة للعصر، دين يشع بالأنوار، وليس ديناً ظلامياً متجهماً يرفض ويتوجس من كل جديد وطارئ.

باعتقادي أن هذا التيار الديني المستنير هو الذي سيشرع البوابات لأمة تكابد طريقها نحو الغد والمستقبل، لتخطو نحو العالم وعربة العصر متأبطة هويتها وثقافتها.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6287 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد