Al Jazirah NewsPaper Tuesday  30/12/2008 G Issue 13242
الثلاثاء 02 محرم 1430   العدد  13242
ممر
ثقافة (التشاؤل) العربي..!
ناصر صالح الصرامي

نعم ، أنا خائف جداً على مستقبل العالم العربي، وكذلك على مستقبل العالم الإسلامي. لا أود أن أنقل دائماً المشاكل. الحقيقة المشاكل معروفة... الحلول معروفة كذلك. الحلول تبدأ بأن نتعلم؛ العلم، الحرية، المساواة، التضامن الاجتماعي).

كان ذلك جزءاً مما قاله الدكتور محمد مصطفى البرادعي، الرئيس الحالي للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 2005، في حوار موسع للزميل غسان شربل رئيس تحرير جريدة الحياة.

الحوار الذي نشر على حلقتين يجعلك تصاب بإحباط حاد وبتشاؤم من حالة عربية متردية، حيث يؤكد البرادعي المقيم في النمسا منذ 20 عاماً، ويستعد لترك منصبه: (نحن لا نستطيع أن ننافس بمناهج التعليم المتخلفة الموجودة لدينا في العالم العربي. نحن في العالم العربي لا نتعلم).

(.. نحن نضحك على أنفسنا في أمور كثيرة. في التعليم، في حرية الصحافة، في الديموقراطية، في العلم والتكنولوجيا).

ويضيف بحزم: (ليس لدينا مستقبل إلا إذا امتلكنا الصراحة مع أنفسنا أولاً، واعترفنا بأننا وصلنا إلى الحضيض في المجالات كافة، ولا بد أن نبدأ من جديد.!).

الحديث أعاد إلى الذهن حديث الأمير خالد الفيصل في مؤتمر مؤسسة الفكر العربي الأخير بالقاهرة، ودعوته لخلق طاقة إيجابية من خلال تكريس قيمة وأهمية خلق ثقافة التفاؤل، وهي دعوة وجد فيها عدد كبير من الشبان راحة وتقديراً لمحاولاتهم للإسهام في تحريك بيئتهم، ودفعهم للاستمرار في إبداع يتجاوز محبطات الواقع من حولهم، واستنبط منها الزملاء في برنامج حوار العرب على قناة العربية عنوان حلقة حول ثقافة التفاؤل، هل نحن حقا بحاجة إلى التفاؤل؟.

نحن أمام رؤيتين مهمتين في طرحهما وجدليتهما، حيث هدف الأمير خالد خلق ثقافة تفاؤل من شأنها أن تدعم المبدعين الشباب لرؤية نور دائم في آخر النفق، فيما الدكتور البرادعي يسعى إلى مصارحة على مستوى القرار ومراكز الدراسات وتنشيط الأبحاث، وهما خطآن إذا ما تم السير فيهما، فلابد أن يلتقيا في وسط الطريق أو نهايته.

فغايتهما واحدة، إعادة إحياء مساهمة الحضارة العربية والإسلامية في مسيرة البشرية، لتكون جزءاً من العالم، وليس علة وعالة.

والبرادعي أشار إلى التفاؤل (الأمل) بعد تسلمه جائزة نوبل (إن الفقر وما ينتج عنه من فقدان الأمل يمثل) أرضاً خصبة (للجريمة المنظمة والحروب الأهلية والإرهاب والتطرف). إلى لقاء..



nsarami@gmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد