Al Jazirah NewsPaper Tuesday  30/12/2008 G Issue 13242
الثلاثاء 02 محرم 1430   العدد  13242
أضواء
غزة... ورقة أخرى للاستغلال..!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر

ما زلتِ غزةَ تنزفين !!

ما زلتِ غزة محاصرةً ولا تسمح معابرك بدخول من ينجدك..! إلا أن سماءك مفتوحة لصواريخ بني صهيون.. حدودك تسمح بمرور قذائف بني إسرائيل من دباباتهم المصطفة بانتظار إعطائها إشارة اقتحام أرضك يا غزة.

ويا غزة الصامدة.. أمس انضم أشرار اليهود من البحر، فاستقبلت أرضك الحمم من البحر.. البحر الذي كان أهل غزة ينتظرون أن يشبعهم من خيراته.. أرسل لهم القذائف والصواريخ، حمَّل لهم الموت.

غزة.. شوارعك تغشاها رائحة الموت من الشمال إلى الجنوب.. والموت يخيم في أجوائك؛ حيث توجد الطائرات المقاتلة في سمائك، والبارجات والزوارق المقاتلة حولت مياه بحرك يا غزة من لون الصفاء الأزرق.. إلى الدم الأحمر.. منازلك يا غزة أصبحت قبوراً لأهلك، فقد هدمتها القذائف والصواريخ لتسقط فوق رؤوس ساكنيها.. حتى المساجد.. يا غزة لم تسلم من شر الصهاينة فاستهدفتها الصواريخ والقذائف.

يا غزة.. الإسرائيليون يهددون مواصلة الدمار، ومواصلة إرسال الموت إلى شوارعك وإلى منازلك.. ومازلت تحت الحصار، وأصبح أهلك لا يبحثون عن غذاء، عن رغيف الخبز فقط، بل انشغلوا عن إسكات معدات، وإشغال جوع البطون بالبحث عما يوقف نزف الدماء.. فأهلك يا غزة انشغلوا بالبحث عن علاج للجرحى.. فمن يمسكون بمفاتيح المعابر يمنعون الجرحى من الخروج من (قبر غزة) لزيادة حصيلة الضحايا حتى تكبر المأساة ويحققوا من ارتفاع أرقامهم نصراً مقدّساً، وهم يديرون المعارك من الفنادق.

يا غزة.. باراك وباقي جنرالات الشر والإرهاب يهددون بمواصلة حرب الإبادة، وأبناؤك يا غزة من يقيمون خارج حدودك يريدونك ورقة في حساباتهم السياسية.

يا غزة.. البعض من أشقائك العرب وجد في محنتك فرصة لإضافة مجد جديد بتحريض العرب على حكامهم.. والبعض يريد قمة تكون مهرجاناً خطابياً إضافياً يضيف لسجل العرب الكلامي.. والبعض الآخر يجيش المظاهرات..!!

هكذا نحارب.. فلسطينيين وعرباً.. نحارب بالكلام وبالخطب وبالمظاهرات.. فيما يتواصل سقوط الشهداء وينزف الجرحى حتى الموت؛ ليتحالف الموت والجوع والصهاينة والغوغائيون من العرب على أرضك يا غزة.

يا غزة.. في آخر أيام العام تتجسَّد المأساة على أرضك، ينسجها الإسرائيليون ونساعد على إشعالها نحن المستثمرين في ورق فلسطين.. وآلام أهلها.



jaser@al-jazirah.com.sa
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد