Al Jazirah NewsPaper Tuesday  30/12/2008 G Issue 13242
الثلاثاء 02 محرم 1430   العدد  13242
هذرلوجيا
أي حماس هذا؟
سليمان الفليح

حماس تضرب السلطة، السلطة تضرب حماس، حماس تضرب إسرائيل، إسرائيل تضرب حماس والسلطة، حماس والسلطة تضربان العرب بـ(الشتائم)، العرب يضربون أمريكا (بالاحتجاج)، أمريكا تضرب العرب (بالتجاهل)، وهكذا تتكرر الحكاية ويدور دولاب الدم ليغرق من دماء البسطاء من الشعب الفلسطيني بينما تقبع كل الأطراف الأخرى بحماية متاريسها وحراسها وملايينها التي تودع في البنوك الأمريكية، البنوك الأمريكية تضرب الاقتصاد العالمي بالإفلاس، الإفلاس سيضرب الجميع ومن لم يمت بالصواريخ يمت بالجوع والفقر والمرض والرعب من المستقبل المخيف، وهكذا ابتدأ هذا الكوكب الحزين الذي اسمه الأرض يخلو من العقلاء والحكماء الذين بمقدورهم درء هذه الشرور التي تسلطت على الكائن البشري بفعل أخيه الكائن البشري الآخر، فلا أذن تسمع ولا قلب يوجع ولا عين تدمع وبلاء يُدفع، ولم يبق إلا صوت الصاروخ والمدفع، وإذا ذلك لابد أن يُصاب الكائن العاقل بالهستيريا - إذ كيف يجلب أي مخلوق عاقل لأهله الدمار بتحريض من الآخر البعيد الذي لا يهمه إلا إزعاج خصمه البعيد بالنيابة عنه وكيف يفكر رجل شبه أعزل بأن يُلقي الحجارة على ترسانة دولية مليئة بأسلحة الشرّ والدمار وكيف يرفض حتى هدنة يتنفس من خلالها الناس غير رائحة البارود وبالطبع كانت النتيجة وخيمة على أمة بأكملها لم تعد تملك إلا النواح والعويل وهي ترى أكثر من 300 جثة لشهيد فلسطيني تتطاير أشلاؤها في الهواء. كل ذلك بسبب تعنت وجهل وحمق (ثلة) تمارس جلب الشرور بـ(حماسها الأرعن) على وطنها الحزين وأمتها الحزينة أيضاً لأنها تجلب الشرّ لأهلها بإيعاز من الآخر البعيد.

وفوق ذلك تُدين صمت الأمة(!!) على ما جنت يداها التي أطلقت رداً على هذه المجزرة الوحشية صاروخ (فتوش) واحد فقط لم يقتل إلا امرأة إسرائيلية فقط (مقابل 3000 شهيد من شعبها الفلسطيني: فأي هراء هذا وأي (حماس؟).



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7555 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد