Al Jazirah NewsPaper Wednesday  31/12/2008 G Issue 13243
الاربعاء 03 محرم 1430   العدد  13243
خبراء عسكريون يستبعدون قيام إسرائيل باجتياح بري لغزة
الجيش الإسرائيلي لن يغامر بالدخول في حرب شوارع

القاهرة - مكتب الجزيرة - علي فراج:

استبعد خبراء عسكريون إقدام إسرائيل على تنفيذ عملية برية موسعة أو إعادة احتلال قطاع غزة مجدداً، مشيرين إلى أن الحشود العسكرية على الحدود الإسرائيلية مع القطاع تأتي في إطار الحرب النفسية والإرهاب للقضاء على ما تبقى من أمل لدى سكان غزة في المقاومة. وأوضح الخبراء أن احتلال غزة مجدداً أو الاجتياح البرى سيكلف إسرائيل الكثير، وسوف يكلفها خسارة قد تكون أكبر من تلك التي لقيتها في لبنان صيف 2006.

وأضاف العسكريون أن إسرائيل لن تعلن عن أهدافها الاستراتيجية من قذف غزة قبل الانتهاء من العملية برمتها تفادياً للفشل، وحتى لا تتعرض الحكومة للمساءلة السياسية؛ حيث استبعد الخبير العسكري اللواء عادل سليمان نائب رئيس المركز الدولي للدراسات المستقبلية بالقاهرة أن تقوم إسرائيل باجتياح شامل لقطاع غزة وإعادة احتلاله كما سبق لها من قبل. وقال: إنّ إسرائيل ماضية في طريقها الذي بدأته السبت وتوسعت فيه الأحد والاثنين حتى طال القصف منطقة رفح مع الحدود المصرية وضرب كل الأنفاق، مشيراً إلى أن الأمر لا يزال قابلاً للتصعيد أكثر من ذلك، لكنه لا يصل إلى حد الاجتياح الشامل للقطاع، وإنما ما يمكن أن تفعله قوات الاحتلال الإسرائيلية هو الاستيلاء على شريط عازل بعمق 3 أو 4 كيلومترات. وتوقّع سليمان استمرار القصف الإسرائيلي رغم النداءات الدولية حتى تحقق الغارات هدفها الرئيسي وهو إبطال قدرة حماس على إطلاق الصواريخ على إسرائيل. وأوضح سليمان أن وسائل (الدفاع السلبي) المتمثلة في الاحتماء ببعض السواتر والأماكن الآمنة بأكبر قدر هي الوسائل المتاحة والأكثر جديةً؛ حتى تستطيع المقاومة الخروج بأقل قدر من الخسائر إثْر عملية الاجتياح الواسعة لقطاع غزة. مؤكدًا أن قرار تدخل الجيوش العربية في الدفاع عن غزة يعتبر قرار دخول حرب لها حساباتها الخاصة المتعلقة بالميزان العسكري المعقَّد في المنطقة.

ويتفق مع الرأي السابق اللواء محمد علي بلال قائد القوات المصرية في حرب الخليج الثانية، مؤكداً أن إسرائيل لن تقوم بعملية اقتحام برية واسعة؛ لأنها لا تريد القضاء على حماس، وإنما تريد أن تُظهرها أمام الشعب على أنها المتسبِّبة في عمليات القتل التي طالت العديد من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، كما أنها لا تريد الدخول في حرب شوارع مع المقاومة. وأضاف بلال أن المقاومة عليها الآن أن تقوم باصطياد بعض المركبات المدرَّعة للصهاينة والقيام بأعمال القرصنة ما استطاعت. وشدَّد بلال على أن قيام عمليات فدائية سيعطي مبررًا لاستمرار الهجوم، كما سيجعل العالم كله يثور على الفلسطينيين، وهو ما ليس في صالح القضية برمَّتها.

لكن الفريق يوسف عفيفي أحد القيادات البارزة في حرب أكتوبر يختلف مع وجهة نظر اللواء بلال؛ إذ يرى عفيفي أن العمليات الفدائية قد تكون الحل المناسب لوقف المجزرة الإسرائيلية في غزة، مطالباً فصائل المقاومة بالتعاون والتنسيق ونبذ الخلافات ووحدة الصف لمواجهة الاعتداء الغاشم، وموضحاً أنه يجب على كتائب المقاومة أن تقوم بعملية انتشار واسعة في جميع أنحاء قطاع غزة، والاختفاء بقدر ما يمكن حتى يبتعدوا بأكبر قدر عن وسائل الاستهداف الإسرائيلية.

واعتبر الخبير الاستراتيجي العميد أركان حرب صفوت الزيات أن الغارات الجوية على غزة تؤكد وجود عجز استراتيجي إسرائيلي كامل في الحرب البرية؛ لأنهم لا يملكون وسائل دفاعية قادرة على مواجهة صواريخ المقاومة في حالة الاجتياح البري، وسوف تُمنى إسرائيل بفشل كما حدث في حرب لبنان عام 2006م. وأوضح الزيات أن إسرائيل تحاول الوصول إلى معادلة ردع جديدة باستهداف المزيد من القتلى المدنيين. وشدَّد الزيات على أهمية عمليات تجهيز الكمائن على المناطق التي تتوقَّع المقاومة أن تقوم القوات الإسرائيلية باقتحامها بريًّا؛ وذلك للاحتفاظ بأكبر عدد من المقاومين لاستمرار عمليات المقاومة. كما أشار إلى ضرورة عدم انجرار المقاومة إلى عمليات رد فعل سريعة أو عنيفة مقابل أن تقوم بتجميع قوَّتها وتقوم بضربة مركزة مخطط لها.

فيما أكد اللواء جمال مظلوم مستشار مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية أن الحل السياسي الدائم هو المخرج الأكيد من الأزمة؛ لأنه لا يوجد وجه مقارنة بين الآلة العسكرية الإسرائيلية المدعومة من أمريكا والقوة المتواضعة لفصائل المقاومة في القطاع. وطالب مظلوم أهالي القطاع بمحاولة تفادي الغارات الجوية بقدر المستطاع بالاختباء في الخنادق والأماكن الآمنة، وهو الحل لتلافي أكبر عدد ممكن من الخسائر. وتوقع الخبير الاستراتيجي الدكتور محمد عبد السلام أن تطول العملية العسكرية ضد غزة، واصفاً ما يجري بأنه حرب عسكرية غير متكافئة، والانتصار الحاسم غير وارد في نتائجها.






 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد