Al Jazirah NewsPaper Wednesday  31/12/2008 G Issue 13243
الاربعاء 03 محرم 1430   العدد  13243
دفق قلم
صهيب عبدالعال وأخوه يوسف
عبد الرحمن بن صالح العشماوي

كنت أتحدث مع بعض الأهل والأقارب عن هذه الجريمة النكراء التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة وكان من أوجع ما نذكره في هذا الشأن هذا الصمت الدولي المطبق، وهذا التجاهل من مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة مع أنهم يتحركون بقرارات سريعة في مواقف أخرى لا تصل إلى عشر معشار ما يجري في غزة.

وكان هناك تعبير متفق عليه من الجميع عن ألم يعتصر القلوب لتلك الصور الدامية التي تعرضها وسائل الإعلام في كل لحظة عن قتلى وجرحى وهدم وإحراق، وتبرز من بين ذلك كله صور الأطفال (القتلى) وهم محمولون على أذرع أهلهم، ووجوههم تفيض بالأسى والحزن كما تفيض بالصبر والاحتساب والتصميم.

وكان منظر البنات الخمس اللاتي قتلن أمام أمهن في إحدى الغارات المتوحشة على المسجد المجاور للمستشفى منظراً تشتعل له القلوب أسفاً.

شعرت بأن قلبي قد أصبح هدفاً للحزن والألم وأنا ذاهب للمشاركة في قناة الرسالة في برنامج خاص بغزة عنوانه (لك الله يا غزة).

وحينما بدأ البرنامج تحدث فيه د. عبد الوهاب الطريري، ود. جهاد سويلم، أحاديث مهمة في هذا الشأن، ثم تحدث دكتوران من غزة من موقع الحدث، ومسرح الجريمة الصهيونية المتوحشة، كان حديثهما قوياً عميقاً مثيراً مؤثراً لأنهما كانا يتحدثان من قلب الحدث ولهيب نيران القصف أمام أعينهما، وجثث القتلى، وأجساد الجرحى الممزقة، تمر من أمامهما، ومع ذلك فقد كان في حديثهما من الثبات والعزيمة والأمل الكبير في الله عز وجل ما أشعرنا بأننا أمام شعب لا يعرف اليأس ولا هزيمة القلب.

قال لي د. جهاد إن من بين من استشهدوا بالأمس أخوان شقيقان هما صهيب ويوسف ابنا عبدالعال - رحمهما الله - وإن صهيباً من المنشدين وقد أنشد عدداً من قصائدي، فطلبت منه هاتفاً لأخيهما لأعزيه في فقيديه، واتصلت بأخيهما (أبي سيف) فوجدت من صبره واحتسابه وقوة عزيمته ما أثلج صدري وخفف من وقع مصاب غزة على نفسي، قلت له: أحببت أن أعزيك في أخويك - رحمهما الله - فبادرني قائلاً: أنت يا دكتور تهنئ ونحن نستقبل تهنئتك بالترحاب ونقول: الحمد لله الذي شرفنا بموتهما في سبيل الله وهما يذكران الله ويسبحانه ويحمدانه، إننا لنشعر بفضل الله علينا شعوراً يخفف من حدة الألم وشدته على فراقهما.

كلام - أيها الأحبة - وقع من نفسي موقعاً عجيباً، وأشعرني بما وصل إليه أولئك المرابطون المجاهدون الصابرون في غزة الباسلة الصابرة المبتلاة وفي غيرها من مناطق فلسطين الأبية.

قال لي أبو سيف: من كل قلبي أقول: سلم لي على بلادنا الغالية السعودية بلاد الحرمين الشريفين سلاماً خالصاً من القلب لا تشوبه شائبة من مجاملة أو عتاب، أقضي به حق قلبي العاشق للبلاد الطاهرة التي درج فيها حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.

قالها بثقة وصدق لم يخف عليَّ أثرها القوي في نفسه لما وجدت من الأثر القوي في نفسي.

أيها الأحبة، دعاؤنا، واهتمامنا، ودعمنا بما نستطيع من أوجب الواجبات علينا لإخوة لنا يواجهون الحديد والنار ووحشية الأعداء الأشرار، وتخاذل أصحاب القرار، في عالم يصيبه الدوار.

اللهم إن إخوتنا في غزة مظلومون فانتصر.

إشارة

أبشروا بالنصر يا أبطالنا في غزة المجد.. غداً تستقبلونه.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5886 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد