Al Jazirah NewsPaper Wednesday  31/12/2008 G Issue 13243
الاربعاء 03 محرم 1430   العدد  13243
الصوف الصخري (الأسبستوس)
د. عبدالوهاب رجب هاشم بن صادق

ازدادت في الوقت الراهن في المملكة العربية السعودية العديد من الاستفسارات والتساؤلات عن المشكلات البيئية والصحية للأسبستوس في مجالسنا الخاصة وفي صحفنا وجرائدنا، وذلك في ظل غياب المعلومة الكاملة التي تستند إلى الجانب العلمي التطبيقي. ومع شديد الأسف فإن تلك المشكلات تمت الإشارة إليها منذ فترات طويلة في العديد من المحافل العلمية الدولية إلا أننا لا نزال نسمع بين الفينة والأخرى في المملكة العربية السعودية عن العديد من الطروحات والتوجهات للحد من استخدام هذا الملوث الخطير، وهذا راجع بالدرجة الأولى إلى عدم الاهتمام الكامل بتلك المشكلات من قِبل المختصين في مجال الحفاظ على البيئة وفي مقدمتهم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، بالإضافة إلى مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية والجامعات ومراكز ومعاهد الأبحاث المتخصصة. وعليه فإن الحاجة مطلوبة في الوقت الراهن ليس للكشف عن أضرار الأسبستوس الصحية والبيئية والاقتصادية؛ لأنها معروفة تماماً منذ فترة طويلة، ولكن المطلوب هو البحث عن الطرق الكفيلة للحد من استخدام هذا الملوث البيئي الخطير ووضع البرامج والخطط للتخلص مما هو موجود فعلاً في المملكة العربية السعودية والذي تم استخدامه على سبيل المثال في العوازل والسفن ووحدات الطاقة ومعامل التكرير وأنابيب المياه وفي مكابح العربات (أقمشة الفرامل) ومجففات الشعر والأسلاك الكهربائية وصناعة النسيج والقفازات والبطانيات والطوب العازل والمواد المقاومة للحريق وعازلة الصوت.

وينطلق الأسبستوس إلى الجو على هيئة أتربة وغبار غير عضوي معدني يتكون من سليكات المنجنيز ومركبات الحديد والرصاص، يطلق عليها الأتربة الرئوية، وتشكل مجموعة طبيعية من المعادن المتكونة من بللورات متميعة من أملاح السليكا

crystalline hydrated silicates لا تُرى بالعين المجردة، ويمكن رؤيتها بالمجهر الضوئي، وتمتاز بكونها سهلة الانتشار في الهواء الجوي، ويؤدي استنشاقها إلى إصابة الإنسان بالعديد من الأمراض التي تسبب سرطان الرئة، وتوجد ثلاثة أنواع منها، وهي الأسبستوس الأبيض Chrystolite والأزرق Crocidloiteوالبني Amositeولكل نوع من الأنواع السابقة استخدام معين ومحدد.

وتمتاز ألياف الأسبستوس بكونها قوية وشديدة التحمل للصدمات الخارجية العنيفة ومقاومة للحرارة وبطيئة الاحتراق، بالإضافة إلى كونها مقاومة للأحماض المختلفة.

وعموماً فإن الإنسان قد يتعرض لخطر الأسبستوس عن طريق استنشاق تلك الذرات والجزيئات أو ابتلاعها، ومن ثم تتحول تلك إلى العديد من المضاعفات المرضية، وذلك عن طريق تحفيز حدوث أورام مختلفة تؤدي إلى تلفيات رئوية خطيرة يصيب الجزء المحيط بالحويصلات الهوائية، مؤدياً إلى حدوث تراكم لخلايا غير طبيعية حول الحويصلات الهوائية تسهم بدرجة كبيرة في تعطيل وظائف الرئتين وحدوث سرطان الرئة.

ولتلافي الدور الخطير للأسبستوس في التأثير على صحة الإنسان والبيئة في المملكة العربية السعودية فإن الحاجة ملحة في الوقت الراهن إلى وضع الضمان الصحي البيئي موضع التنفيذ الفعلي والعمل على تحسين وزيادة وسائل الكشف عن هذا الملوث الصحي والبيئي الخطير، بالإضافة إلى تشجيع ودعم الدراسات العلمية التطبيقية في هذا المجال من قِبل الوزارات والجامعات والمؤسسات ومراكز ومعاهد الأبحاث الحكومية والأهلية.

أستاذ التلوث الميكروبي البيئي



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد