Al Jazirah NewsPaper Wednesday  31/12/2008 G Issue 13243
الاربعاء 03 محرم 1430   العدد  13243
سامحونا
قرصنة رياضية!
أحمد العلولا

تبنى مجلس الأمن مؤخراً قراراً يسمح بعمليات دولية ضد القرصنة في الصومال بهدف ضمان وتحقيق سلامة الملاحة والتجارة الدولية في منطقة البحر الأحمر وذلك في إطار الشرعية الدولية..

.. وإذا كان القراصنة الصوماليون المسلحون بقاذفات صواريخ وقنابل يدوية وأسلحة آلية.. هي أدوات يستخدمونها في أعمال خطف السفن بغرض تحقيق مكاسب مادية!.. فإنه وللأسف الشديد.. أجزم أن ما يحدث في رياضتنا المحلية من تصرفات سلبية تعمل في النهاية على تشويه الصورة الإيجابية وتؤكد حقاً رغبة البعض من الخارجين على قيم الرياضة وأخلاقياتها في نشوء ظاهرة (قرصنة) ليست بالطبع موجودة على سطح البحر.. ولا تستهدف السفن العابرة.. وبهدف تحقيق أرباح مادية غير مشروعة!

ولكنها في النهاية قد (تُصنَّف) في خانة (القرصنة المعنوية) التي هي بعيدة كل البعد عن مفهوم النقد الهادف.. ومبدأ الرأي.. والرأي الآخر!

.. ولعل الأمثلة التي يمكن إيرادها في هذا السياق كثيرة جداً.. وهي لا تُعد ولا تُحصى.. ولكن سوف أضرب هنا عدة أمثلة في هذا الجانب.. تاركاً الحكم في النهاية للقارئ الواعي الذي يمتلك قدرة كشف وتمييز الغثّ من السمين.. ومعرفة الواقع والمصداقية من السطحية والأكاذيب.. وتلك الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة وما زال البعض يتمسك بها ويعتبرها حقائق قابلة للطعن والتشكيك!

.. قلنا.. وقالوا على الأندية أن تحترم بعضها بعدم الدخول في مفاوضات.. لا (مبدئية)... ولا (نهائية) في حالة المعرفة بوجود نادٍ (شقيق) يجري مفاوضات التعاقد مع مدرب أو لاعب حتى لا تكون هناك ورقة (مزايدة).

... وفي النهاية.. تُسجل (الخسارة) على الرياضة السعودية!!

... لكن هل تمَّ احترام ذلك المبدأ؟

والجواب بالطبع.. لا وألف لا!

... ولن أنظر لحركة (اللف والدوران) و (الضرب من تحت الحزام) إلا بوصفها عملية (قرصنة) معنوية!

... إذ كان الاتحاد قد ثبت عليه (صوت وصورة) بأنه قد دخل في طريق مفاوضات الأهلي مع داميان مانسو اللاعب الأرجنتيني... وقام بعمليات ملتوية.. (قطع الكهرباء الماء) ووضع علامات (اتجاه إجباري) للحيلولة دون وصول الأهلي لذلك اللاعب ومنع الأخير من ارتداء شعار القلعة.. ومن ثم تحويل خط مساره واللعب بجوار تكر ونور ومنتشري... عندها لن أتردد في وصف الحالة بعملية قرصنة..!! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!

... ولأن القرصنة أصبحت واقعاً وشأناً مقبولاً يمارسه (البعض) بشهية مفتوحة.. خصوصاً إذا فتحت له وسيلة إعلامية أبوابها (على مصاريعها) وتصوَّر نفسه عند استخدام كل مقومات (الثرثرة) و (البربرة) من أجل قلب الحقائق والتطاول على الآخرين بأنه سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه... خصوصاً مع حلول عام جديد.. وقد أراد أن تكون له (بصمة) في العام الذي قد ودع.. وعلى طريقة مراسل قناة البغدادية منتظر الزيدي بحادثة قذف زوجي (قندرة) بوجه الرئيس الأمريكي.

... لكن في ميدان الشباب والرياضة.. حيث استثمر مساحة الحرية الكبيرة المتاحة له.. قد استبدل رمي (القندرة) بلسان لا ينطق سوى كذب وبهتان.. وتوجيه عشرات الاتهامات يمنة وشمالاً على الجميع.. وكأنه يقول في قرارة نفسه: (أنا وبس.. ومِن بعدي الطوفان).

... وإلا ما معنى وتفسير ذلك الهراء الصاخب الذي كان شعار الزميل (مهنة) في أحد البرامج الرياضية.. وقد تطاول فيه ظلماً وعدواناً على الحكم الدولي السابق عبد الرحمن الزيد وبدون وجه حق.. هل ما حدث يمكنه تسميته بالرأي والرأي الآخر؟ وأين كل هذا من شرف وأخلاقيات المهنة؟

... تلك الحادثة (الكارثة) تُعد عملية (قرصنة) مكشوفة لا يمكن القبول بها.. ولا بد من مبادرة عاجلة على غرار خطة مجلس الأمن لحماية الملاحة البحرية!!

... ولأن عمليات القرصنة في الساحة الرياضية عدة أنواع ومستويات ربما يكون بعضها مقبولاً بعد (هدوء العاصفة)، وعلى سبيل المثال.. تبرير د. مدني رحيمي لتعادل الاتحاد مع الحزم.. بالملعب الذي لا يتسع إلا لتسعة لاعبين على حد وصفه.. وهنا قد ألتمس العذر له قائلاً من باب (الطرافة) ومتسائلاً: أين هي ثقافتك التي ربما كانت غائبة من نظرية (تنكمش المادة بسبب البرودة.. وتتمدد في حالة الحرارة).. ولأن مباراة الاتحاد مع الحزم على ملعب الأخير قد أُقيمت وسط أجواء باردة.. أصبح الملعب صغيراً... وليتك طالبت بتأجيل المباراة حتى قدوم شهر آب اللهاب!!

وسامحونا!!

الرائد.. والقرصنة!

ولأن عمليات القرصنة مستمرة والأكثرية تستخدمها إذ إنها ليست وقفاً على أندية معينة.. فإن الرائد كان له نصيب منها.. ولعل موقف رئيسه خالد السيف الذي أعتز به وتربطني به علاقة جيدة.. ويدرك مدى تقديري واعتزازي لكيان نادي الرائد مُثمِّناً إنجازاته ومكتسباته.

... إلا أنني تأسفت كثيراً على ما قام به من دور سلبي في حادثة رغبة الحزم بتقديم مباراته عصراً لارتباطه برحلة إلى الأردن.. وقد سعى جاهداً لرفض الطلب بطريقة غير حضارية.. وماذا كانت النتيجة؟

... بصرف النظر عن إقامة المباراة عصراً بقرار من اتحاد كرة القدم... فإن موقف الرائد اعتبر سلبياً وسط الرأي العام ويمثل نقطة سوداء ما كان يجب حدوثه.. خصوصاً والرائد الصاعد للممتاز.. والذي أتمنى له شخصياً البقاء مع (إقامة سعيدة) يبحث عن خلق صورة ذهنية إيجابية من خلال تكريس روح التعاون مع الآخرين... وقد قِيل (الأقربون أولى بالمعروف) والحزم في مقدمتهم!!

... أتمنى على إدارة خالد السيف من منطلق المحبة وبهدف العمل على مصلحة الرائد.. المبادرة في فتح صفحة جديدة مع الحزم تحديداً... و (خير الخطائين التوابون).

وسامحونا!!

الرياض.. والنجمة وجهان لعملة واحدة!

كان يا ما كان ليس في قديم الزمان وسابق العصر والأوان ولكن قبل عدة سنوات.. كأنها في الأمس القريب.. فريقان رائعان فنياً يمثلان المتعة والإثارة.. والحضور المشرف...

.. نجمة عنيزة أو سفير القصيم الأول كان يوماً أحد أضلاع المربع الذهبي... يقدم لوحات فنية.. وألحاناً موسيقية جميلة بقيادة المايسترو خارج الملعب الأخ الكبير صالح الواصل الذي سخَّر وقته وجهده وعلى حساب صحته لبناء (نجمة) عالية في سماء الممتاز ومن عدة (نجوم) أمثال الموسى... الحديثي.. الخويطر.. وغيرهم!

... وكان الرياض.. مدرسة الوسطى الكروية حاضراً هو الآخر بقوة رغم إمكاناته المادية المتواضعة قياساً بقدرات الفرق المجاورة له.. الهلال... النصر والشباب.. ومع ذلك أعلن تواجده المشرف وفاز ببطولة مسابقتين.. وقدَّم من النجوم أسماء لامعة شقت طريقها إلى المنتخب.. فهد الحمدان.. طلال الجبرين.. الحلوة.. النجراني.. وغيرهم!

... كانت ذكريات لا تُوصف لا يُمكن نسيانها.. أما الآن فقد طالت رحلة العودة حيث الزمن الجميل.. فالرياض (يا خسارة) لم يعد الرياض الذي نعهده.. وقد أصبح مهدداً بقوة النظام للهبوط للدرجة الثانية... ربما (يدفعه) الشوق لملاقاة النجمة.. ولكن يبقى الأخير بترتيبه (المحزن) يريد الهروب من مواجهة الرياض خوفاً من استعادة ذكريات (أيام زمان).. النجمة.. اختار طوعاً الرحيل إلى الهاوية!

هل من (جبهة إنقاذ) يُمكن لها أن ترسم خطة عمل في سبيل إنقاذ ما يُمكن إنقاذه من (بقايا) الرياض والنجمة؟!

وسامحونا!!



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6605 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد