Al Jazirah NewsPaper Thursday  01/01/2009 G Issue 13244
الخميس 04 محرم 1430   العدد  13244
ادعم ولو بالدم
صالح السليمان

 

قال تعالى {لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً}.. لمشاهدة التصديق العملي للآية الكريمة شاهد ما يحدث في غزة الآن.. هذا ما يفعله أحفاد القردة والخنازير أمام أنظار العالم.. ويحدث على استحياء منهم!.. ولو أقفلت الكاميرات والفضائيات وبعدت عنهم الأبصار والأسماع لكان ما يفعلونه اليوم مجرد تسلية ولهو..

توني بلير مبعوث الأمم المتحدة للسلام (ماذا يكون هذا السلام).. مبعوث السلام هذا صرح قبيل العدوان الإسرائيلي بالحرف الواحد (بعد أكثر من عام ثبت أن الحصار والمقاطعة الاقتصادية والسياسية لن يجدي مع غزة.. لذا ستلجأ إسرائيل للحل العسكري!).. هذا الحليف الإسرائيلي يعترف ودون مواربة أن ما يحدث مخطط له وضمن أجندة وأهداف مرسومة لتركيع غزة.. ومن يتحدث عن أسباب أخرى للحرب أو من أشعلها فهو محض أوهام وتدليس..

لم يكن اليهود شجعاناً في يوم من الأيام ولن يكونوا.. ومن شاهد ذلك الوزير الإسرائيلي الذي اختبأ تحت السيارة بعد أن سمع صفارة الإنذار علم مقدار الرعب الذي تعيشه هذه النوعية من البشر.. ولكنهم ماكرين خبثاء ينتهزون الفرص والجروح للتشفي والانتقام وتحقيق المكاسب على حساب الشعوب.. ولن يجدوا فرصة أفضل من أن يكون المسلمون في الحضيض ضعفاً وتخاذلاً.. بعد أن نكسوا راية الجهاد.. وأصيبوا ب(الوهن) الذي حذر منه الرسول عليه الصلاة والسلام.. وهو حب الدنيا وكراهية الموت..

المظاهرات الشعبية في الشوارع والهتافات الحماسية كانت التعبير البارز لرفض العدوان الغادر في كثير من البلدان العربية والإسلامية.. في المملكة كان التعبير بأسلوب آخر ومختلف وبشكل أكثر إيجابية وهو القنوت في المساجد والدعاء لأهل غزة بالصمود والنصر..

خادم الحرمين الشريفين أجرى اتصالاته الدولية لإيقاف العدوان الهمجي.. وأمر باستقبال جميع الجرحى ومعالجتهم في مستشفيات المملكة.. وأتبع هذه الخطوة الكبيرة دعوات للتبرع بالدم في مستشفى الملك فيصل التخصصي والمستشفى العسكري.. وغيرها.

والتعاطف القلبي مع مصاب أهلنا في غزة والدعاء لهم هو أضعف الإيمان لمساندتهم والشد من عزيمتهم ولو من على بعد.. وتأتي حملة التبرع بالدم فرصة لدعم صمودهم وتطييب جراحهم وتكوين ما يشبه (الدعم اللوجستي) والمساندة الخلفية لهم.. (ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها).

وبعيداً عن هذه الحالة الطارئة التي لها اعتبار خاص.. ففي مدينة مترامية الأطراف كالرياض على المستشفيات أن تركز على بنوك الدم المتنقلة وتذهب للناس في مناطقهم على الأقل مرة شهرياً.

مؤخراً قرأت عبارة قالها هتلر في كتابه (كفاحي) عن هؤلاء المحسوبين على البشر يقول ((كان في وسعي أن أقضي على كل يهود العالم.. ولكن تركت بعضاً منهم لتعرفوا لماذا كنت أبيدهم!!)).. بعد هذا هل يجدي سلام وجوار ووئام مع هذه النوعية من الكائنات الحية!؟..




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد