Al Jazirah NewsPaper Friday  02/01/2009 G Issue 13245
الجمعة 05 محرم 1430   العدد  13245
لما هو آتٍ
من المحبرة..!
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

مغموسة أقلامنا في المحبرة ذاتها.. ننهل الوجع ونتقيأ الفشل..

ما الذي يُمكن أن نتحدث فيه من الأمور الآن غير نكبتنا في غزة..؟

ومن الذي يُمكنه أن يشطح بفكره خارج سياج المجزرة.. وهناك يُقتلون كالذباب بمحصدة آلات اليهود أشد أعداء البشرية للمسلمين..؟ وخارجاً عنهم نُقتل كالمسجونين العزل مكتوفي الأيدي..

ولا تزال فلسطين وشهداء غزة.. ودمار أراضيها وحصد أرواح أطفالها وشبابها.. والهلع الأكبر الذي يعيشون فيه، والخوف المفجع الذي ينغمسون في بحره.. والاختناق المميت الذي لا يتنفسون فيه غير الدم والنار والجروح.. والناس المالكون زمام الأمر فيهم لا يزالون لم ينهوا خلافاتهم ولم يجتمعوا بحكمة على كلمة سواء ولم يبتعدوا عن الكراسي قيد أنملة..

ما الذي يجديه المنكوبون هناك من الكلام ورصف الحروف واجترار البكاء..؟

ما الذي ستخلفه هذه التضافرة على الكلام.. من إنقاذ عاجل لبقية الأرواح مع صمودها..؟

وما القيمة الإنسانية والعملية من هذه التظاهرة الصوتية حول نكبة غزة بين أصحاب العضد المنتظر والمتوقع..؟ أتكون مجرد شهادة سيطويها الوقت..؟ وسيمحي أحبارها الزمن..؟ وسينساها مستودع الذاكرة لتاريخ لا يعترف أبداً بالحفظ إلا للعمل القيمي، ولمواقف الصدق والنخوة والمبادرة..؟

أين وقفة الموقف من ذي اقتدار..؟ وقد بحت حناجر الشعوب العربية والإسلامية تطالب بتوحد القرار والتخلي عن المنازعات وطي الخلافات الداخلية الأقرب بين الفلسطينيين أنفسهم ذوي السلطة والمتنازعين فيها.., وبينهم والعرب المالكون لقوة الموقف بمصادرهم المختلفة المؤثرة سواء كانت مكانة دولية أو علاقة سياسية أو ثروات عينية..

حتى اللحظة ونحن نجتر ما يتكرر..

لكن قلوبنا غدت محابر أقلامنا، أحبارها وجعنا وقهرنا وخوفنا وخجل هزائمنا..

فمتى سيتبدل لون الحبر فيها..؟

متى ستشرق على الجروح شمس التطهير..؟

اللهم أنت الذي لا يعجزك أمر نصرتهم ولا كشف البلاء عنهم..

فافعل برحمتك والطف بهم..




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد