Al Jazirah NewsPaper Friday  02/01/2009 G Issue 13245
الجمعة 05 محرم 1430   العدد  13245
معتبراً الإعلام شريكاً أساسياً في نهضة الأمة وتطورها
وزير الصحة يلتقي رؤساء تحرير الصحف في حديث لا تنقصه الصراحة والمكاشفة

 

الرياض - عبدالرحمن المصيبيح

اتصف لقاء معالي وزير الصحة د. حمد المانع أثناء لقائه برؤساء تحرير الصحف وعدد من رجال الإعلام والفكر والأدب ليلة البارحة، بروح الشفافية والمصداقية ليكشف في هذا اللقاء ما حققته الوزارة من خلال قوة الإرادة والمغامرة في الاستفادة من العديد من مشاريع وزارة الصحة، لتصبح أحد المعالم الصحية الكبيرة ليستفيد منها أبناء هذا الوطن من خدمات صحية وعلاجية ولم يخف معاليه في هذه الأمسية الصريحة تقبله للنقد البناء والهادف للوصول إلى الأفضل دائماً، وتأكيده على الطرح الموضوعي ذي الهدف المضمون. في هذا الحفل الذي أقامه معاليه في فندق (الفورسيزن) بالمملكة كشف العديد من الأمور التي غابت عن بال الكثيرين ولم يعرفوا عنها شيئاً. ونظراً لأهمية ما تناوله معاليه كان لا بد من تناولها من خلال هذه المتابعة والرصد ليطلع القارئ على الأمور التي لم تكن معروفة بالشكل المطلوب.

فكرة اللقاء والهدف منه

استهل معالي وزير الصحة د. حمد المانع كلمته بالترحيب بالحضور ليفضل ويختار الصراحة ويضع النقاط على الحروف، معتبراً الإعلام شريكاً أساسياً في نهضة الأمة وتطورها وبنائها، وأن عمل وزارة الصحة يهم الجميع لأنه يتعلق بصحة الإنسان وسلامته، مقدماً شكره وامتنانه لرؤساء تحرير الصحف وفرق العمل المتواجدة معهم على الدور البارز والمميز في تغطية نشاطات الوزارة خلال موسم حج هذا العام وما تقوم به الدولة بالدرجة الأولى من خدمات جليلة إلى العالم أجمع ليحقق موسم الحج هذا العام النجاح الكبير وبهذا المستوى الرائع والذي جاء بفضل من الله ثم بفضل قيادتنا الحكيمة.

إنها وزارة خدمية

ووزارة الصحة من الوزارات الخدمية وعليها مسؤوليات عديدة وهذه الوزارة رغم التحديات التي تواجهها لكنها بفضل من الله استطاعت أن تقدم المطلوب منها وفق الإمكانات المتاحة والمتوفرة.

ويمضي معالي وزير الصحة قائلاً: بعض التحديات التي تواجهها الوزارة ويسر الخدمات الصحية قبل 25 عاماً ووقتنا الحالي وما تحقق من إنجازات ومواجهة هذا النمو السكاني والتوسع العمراني والعمل على تعويض ما فات في عدد من مناطق المملكة.

حملة قوية

وبالفعل بدأنا وبتوفيق من الله ثم بدعم وتشجيع القيادة الرشيدة الحملة القوية والاستفادة من مشاريع الوزارة القائمة والمهيأة لتقديم الخدمات الصحية وفي مقدمتها مدينة الملك فهد الطبية بمدينة الرياض والتي مضى على إنشائها 13 عاماً، ولم يستفد منها وكان أمامنا حاجتان، حيث كان هناك اقتراح لتشغيل هذه المدينة بـ(2) مليار دولار عرضت من قبل شركات أجنبية وحرصنا على الاستفادة من هذه المدينة التي تحوي (1200) سرير لينعم المواطن بخدماتها.

فكرة التشغيل

لتراودنا فكرة تشغيل مدينة الملك فهد الطبية لأقوم بحمل مضامين هذه الفكرة لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد طيب الله ثراه حينما كان ولياً للعهد لتشغيل هذه المدينة بالإمكانات المطلوبة دون أي التزامات مالية لتبدأ بشائر الخير وانطلاقة التشغيل بفضل من الله ثم القيادة الرشيدة وكذلك همة وإخلاص وتعاون الزملاء في الوزارة وصلت ميزانيتها الآن ملياراً ومائة مليون .. وأصبحت تقدم خدمات كبيرة، وبالمناسبة الأسبوع الماضي شهدت المدينة إجراء إحدى العمليات المعقدة - العصبية بالمخ والأعصاب هذه الحالة حولت للمدينة من أحد المستشفيات الكبيرة والمريض طفل صغير والعملية تمت في منطقة الرأس (قاع الجمجمة) وتحقق لها النجاح بفضل الله. والشيء الذي يجعلنا نفتخر وتعتز أن هذه المدينة أسست بأيدٍ سعودية وعلى أعلى مستوى من الجودة والتفوق والتدريب.

50 مليون ريال من الملك فهد رحمه الله

كان لدينا خمسون مليون ريال تركها الملك فهد رحمه الله وكانت الحاجة تدعو إلى توفير أطباء سعوديين لمواجهة المتطلبات والخدمات الطبية الضرورية والعديد من الأطباء والطبيبات يدرسون في الخارج لتلوح في الأفق فكرة صائبة والحمد لله نوقشت مع الزملاء في الوزارة ونستفيد من الـ50 مليوناً التي منحها لنا الملك فهد - طيب الله ثراه - وننشئ كلية تساهم في تخريج كوادر وطنية سعودية وهذا العام بإذن الله سوف تتخرج أول دفعة.

والمدينة الآن تقدم خدمات كبيرة ويجري فيها أكبر العمليات المعقدة وسوف تصبح مدينة الملك فهد الطبية مدينة إشعاع ومعلماً صحياً بارزاً في هذه العاصمة الحبيبة.

ويمضي معالي الدكتور حمد المانع حديثه لرجال الإعلام قائلاً لم تتوقف عزيمتنا وطموحاتنا عند هذا الحد بل اتجهنا إلى المنطقة الشرقية، حيث وضع حجر الأساس لمستشفى الملك فهد التخصصي منذ ما يقارب 19 عاماً والذي وضعه معالي وزير الصحة آن ذاك الدكتور غازي القصيبي لتلوح في الأفق أيضاً إمكانية تشغيل هذا المستشفى بالتشاور مع الزملاء وبالفعل تحقق ذلك والحمد لله وقبل 20 يوماً زرع في هذا المستشفى (بنكرياس) وكلى ونجحت والحمد لله، وهذا المستشفى يعالج جميع الأورام، وأيضاً مستشفى العيون في المنطقة الشرقية تم تشغيله وتجرى فيه جميع عمليات العيون، وكذلك الحال بالمنطقة الغربية في مكة وجدة والمدينة المنورة.

121 مستشفى تحت الإنشاء

الآن هناك 121 مستشفى تحت الإنشاء تم افتتاح 46 مستشفى خلال السنوات الخمس الماضية، وهذا اليوم هناك أربعون مستشفى جاهزة للتشغيل والأسرة في نهاية هذه الفترة سوف تزداد إلى 28485 سريراً.

ولم يخف معالي وزير الصحة معاناة الوزارة من القوى العاملة بالنسبة للتمريض، فنحن نحرص على توفير قدرات وطنية يتم تدريبهم وإعدادهم ونحن ماضون في هذا النهج خاصة بالنسبة للرجال ونسعى لتهيئة الممرضات السعوديات وتوفير العدد الكافي.

وتبقى مشكلة الأطباء

الكل يعلم أن الأطباء السوق يريدهم ونحن 80% من الأطباء يتم التعاقد معهم من الخارج، و(121) مستشفى بحاجة إلى أطباء وسوف نحاول ونسعى جاهدين ولن نيأس. بالنسبة للمراكز الصحية أكثر من 80% إما مستأجرة أو تم انتهاء العمر الافتراضي لها، والآن يبنى مراكز صحية في أول سنة تم التعاقد مع شركة سعودي أوجيه لبناء 350 مركزاً صحياً وتم تسليمها والحمد لله ولا تنحصر مهمتنا فقط في شكل المباني ولكن المركز الصحي إذا توفر فيه القوى العاملة المطلوبة هذا هو المراد والذي نسعى له. فمثلاً يحتاج كل مركز إلى طبيب أسرة وهذا فيه صعوبة لكن اتفقنا مع إحدى الدول العربية لتهيئة أطباء للأسرة وبالفعل وصل حوالي 300 طبيب أسرة، وتم عمل عدة اتفاقيات على عدد من الدول للتعاقد مع أطباء أسرة وتم توزيعهم على بعض مناطق المملكة.

ويواصل معالي وزير الصحة في سرد بعض الأمور التي تواجهها الوزارة ولكنها وبقوة الإرادة تستطيع معالجتها، فقال معاليه نحن بحاجة إلى الأراضي لإقامة منشآت عليها، لم نجد المساحات المطلوبة والمناسبة، لكن ومع ذلك تم الحصول على مساحات أراضٍ وأقيم عليها مشاريع بعدة طرق لتظهر على السطح مشكلة المقاولين الذين امتنعوا عن تنفيذ المشاريع بحجة ارتفاع الأسعار لكن بعدما حصلت مشاكل أسعار الحديد تراجع المقاولون وعادوا ليواصلوا تنفيذ المشاريع الموكلة لهم، أيضاً استطعنا معالجة مشكلة الأمراض المنتشرة في المملكة والتي تتطلب مواجهة ذلك بالعلاج. وتناول معاليه في حديثه اهتمام الوزارة بالتدريب فقال أولاً التدريب كلف الوزارة 32 مليون دولار في السنة، وبريطانيا يكلفها التدريب 10 مليارات دولار وماليزيا 4.5 مليار دولار للتدريب وهنا تلاحظون الفرق بيننا وبينهم.

وتطرق معاليه لمشروع فحص ما قبل الزواج ليتم إقراره واعتماده من قبل المقام السامي بعد أن تم طرح الفكرة على معالي وزير العدل د. عبدالله آل الشيخ قبل يوم من صدور الموافقة. وقد تم فحص حوالي مليون ومائتين وواحد وستين ألفاً، كما تناول معاليه مشروع الضمان الصحي على الأجانب وبالفعل بدأ هذا البرنامج بحوالي (6) ملايين تأمين صحي على الأجانب، كما تم الاتفاق مع وزارة الداخلية بعدم منح الإقامة للأجنبي إلا بعد الحصول على التأمين الصحي. كما تناول معاليه مشروع التأمين الصحي على المواطنين السعوديين والمقترحات التي أعدت لهذا الغرض.

بعد ذلك أجاب معاليه على بعض الأسئلة ثم تم تكريم بعض رؤساء تحرير الصحف، ثم شرف الجميع حفل العشاء الذي أقيم بهذه المناسبة.

تكريم رؤساء التحرير

وفي نهاية الحفل وقبل حفل العشاء قام معالي وزير الصحة بتقديم شهادات تقدير لرؤساء التحرير على جهود صحفهم في تغطية نشاط وزارة الصحة في موسم الحج.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد