Al Jazirah NewsPaper Sunday  04/01/2009 G Issue 13247
الأحد 07 محرم 1430   العدد  13247
المنشود
المشاريع المزعجة!!
رقية سليمان الهويريني

 

إن ما نراه من تطوير وتوسعة في الطرق الرئيسة في مدينة الرياض وغيرها من المدن يسعدنا ويطرح سؤالاً مريراً: هل نتفاجأ باتساع المدن للدرجة التي تفتح فيها طرق وشوارع واسعة وتقام على جانبيها منشآت وخدمات متعددة ثم ما تلبث أن تتغير الآراء لحفر نفق أو بناء جسر؟!

إذاً أين التخطيط والتفكير؟ برغم وجود إدارات عامة للتخطيط بل ووكالات مساعدة للوزارات.

أقول ذلك لما نراه من مشاريع تطوير للبنية التحتية التي تشكل إزعاجاً مستمراً برغم أن مسماها تحتية أي يفترض البدء بها قبل غيرها! وقد يمتد مسمى (تحت) إلى ما لا يمكن رؤيته بسهولة!

وظهور هذه المشكلة يدلل على قصور في التخطيط، أو بالأحرى أزمة تخطيط استراتيجي ترتب عليها أزمات تنظيم تتسبب في ربكة مرورية دائمة، فضلاً عن التكاليف المستمرة التي كان ينبغي صرفها وإنفاقها على مشاريع تطويرية وليست إصلاحية لأخطاء سابقة في التخطيط السليم والتنفيذ الصحيح!

ولعل إصلاح الأمر أفضل من تركه على علاته، مع انزعاجنا من التحويلات وصوت الحفارات وضجيج المعدات، والتأخير والزحام الذي يصادفنا في الطريق. إلا أننا قد نتسامح مع بعض تلك الإجراءات التصحيحية إذا توفرت الجودة في الأدوات، وحصل الإتقان في التنفيذ وبذلت أسباب المراقبة والتعديل اللحظي التي هي عناصر نجاح المشاريع واستمرار صمودها.

ويأتي الاحتجاج والاستغراب من التوقيت غير المناسب إطلاقاً لتنفيذها. حيث الإصرار على البدء بمشاريع الطرق بالتزامن مع مواسم الزحام وأوقات الصباح كبداية الدراسة وأمام المدارس بالذات، وفي شهر رمضان أمام المساجد وكأنها رسالة موجهة للطلاب والمواطنين بأن المشاريع مستمرة ولا تنقطع أو تتوقف حتى في هذه الأوقات! بينما الدول المتقدمة إذا حصل وقرروا إعادة سفلتة أحد الشوارع لا يضعون المعدات أو يجرون تحويلات ألبتّه، وإنما يشرعون بعملهم أوقات الإجازات أو حين يخلد الناس لسررهم وينتهون منه مع استيقاظهم! بمعنى أنهم يبدؤون العمل من العاشرة مساء وحتى الخامسة صباحاً ويسحبون معداتهم حال انتهائهم. ولدينا تبقى التحويلات والحفريات تحصد الأرواح وتصبح معْلمَاً أو عنواناً لمن يريد الاستدلال على منازلنا!

وهذا الأمر لا يتوقف عند المشاريع الكبيرة، بل يتعداها حتى على مستوى الأفراد، حيث يضع مقاولو المباني السكنية أدوات البناء كالحديد والأخشاب على أطراف الشوارع، وينتهي من البناء والتشطيبات ويترك ذلك الحديد على جنبات الشارع، فلا تكاد تمر سيارة واحدة ناهيك عن التقاء سيارتين! وتزداد الأزمة حين يحدث ذلك قرب مجمعات المدارس كما هو الحاصل أمام مجمع مدارس البنات في حي السلام، ولم تحرك البلدية ساكناً برغم مرور عدة شهور على هذا الوضع البائس الذي يسبب ازدحاماً، وقد لا يُحرم صاحب المنزل والمقاول من الدعاء عليه عند التقاء سيارتين في آن واحد أثناء الازدحام وضيق الوقت!

فمتى نتعلم احترام المواطنين وعابري الطرق والشوارع ونقدر قيمة الوقت الذي سيضيع إما في الجدال أو البحث عن حل قد يكون وضع أجنحة للسيارات أحدها!!

ص. ب 260564 الرياض
rogaia143 @hotmail.Com







 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد