Al Jazirah NewsPaper Sunday  04/01/2009 G Issue 13247
الأحد 07 محرم 1430   العدد  13247
هذرلوجيا
أحني رأسي لشتائمكم
سليمان الفليح

 

بداية أحني رأسي لكل الشتائم النبيلة التي أمطرني بها الإخوة القراء بمناسبة حديثي عن إسماعيل هنية أو مصطفى لا فرق، وأحني رأسي لهم مرة أخرى كما يحني أي فلسطيني في غزة عن صاروخ حارق مارق من فوق رأسه الشامخ الأبي بل وأقدر كل القدر (حماسهم) في الدفاع عن (حماس) باعتبارها كانت آخر الأمل للعرب (في بداياتها الأولى)، ولكنني أقول لكل المتحمسين ل(حماس) والذين نعتوني بأقذع الصفات والأوصاف أنني ومنذ مطالع الصبا كنت مناضلاً (حقيقياً) في الدفاع عن قضية العرب الأولى فلسطين، والذي لا يعرفه الإخوة (الشاتمون) أنني كنت أجمع التبرعات وأنا في الابتدائية من أجل فلسطين ثم حينما أصبحت جندياً في الجيش الكويتي تقدمت للعقيد الراحل العظيم (وجيه المدني) أول قائد لجيش التحرير الفلسطيني وقلت يا أبا طلعت (أريد أن تلحقني في الجبهة المصرية مع لواء اليرموك الكويتي البطل الذي سقط منه العديد من الشهداء، أريد أن أناضل وأستشهد فلا تحرمني من (الأجرين) ساعتها تبسم أبو طلعت العظيم وقال لي (على كيفك) ولكن لتعلم يا ولدي أنه ليس هنالك من يريد تحرير فلسطين وقد أموت يوماً ما ولكن تذكر أن العرب سيجلسون مع الإسرائيليين لتقاسم الحصّة.

وهذا ما جعلني أخرج من ذلك المنصب وأعود للكويت وتذكر يا ولدي أنك في التصنيف لست إلاّ جندياً في المشاة تحمل بندقية أو رشاشاً (بل إنك تحمل قلماً لا غير) ولكن الشيء الوحيد الذي أعمله من أجل تحقيق (حلمك) هو أنني سأرسلك للجبهة مع (جماعة التلفزيون) الذين ينقلون رسائل الجنود الكويتيين إلى أهلهم من الجبهة وأنت ستكتب استطلاعاً صحفياً عن الجنود وأعدك أنني سأكرر الإيفاد مرة بعد أخرى حتى تستشهد أو تحيا.

* * *

بعد ذلك تعددت زيارتي للجبهة وكنت أرى الأبطال كيف يموتون على الجبهة المصرية أو الجبهة السورية حيث كان (أبوردين) مدفعنا الكويتي الرهيب يخرس الجبهة الإسرائيلية حينما (يرطن) بقذائفه الهائلة البعيدة المدى وكنا نقف فوقه ونغني بلا اكتراث:

يا بوردين، يا بوردانه

وش فيها الحلوه زعلانه

وكان الإخوة السوريون يطلقون من مدفعهم ونسمعهم يغنون الأغنية الكويتية

هيلا يا رمانه، الحلوه زعلانه منهو مزعلها؟

كان الكل يقصد فلسطين بـ(الحلوه) التي تنتظر التحرير والنصر، إضافة إلى ذلك كله كان المواطن العربي سليمان الفليح يُناضل بشتى السُّبل والوسائل وعلى مختلف الأصعدة من أجل قضية فلسطين.

* * *

إذن يبقى القول: فلسطين فلسطيني أنا. وليس فلسطينكم أنتم وإذا ما أخذكم الحماس الشديد ل(حماس) فتفضلوا أيها المتحمسون بالدفاع عنها وادخلوها كما تدخلون إلى أفغانستان وبأي الطرق، تفضلوا بالنضال عنا. لأننا لم نحسن النضال!!).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد