Al Jazirah NewsPaper Tuesday  06/01/2009 G Issue 13249
الثلاثاء 09 محرم 1430   العدد  13249
لقاء الثلاثاء
مقاييس كأس الخليج
عبد الكريم الجاسر

 

نتائج الجولة الافتتاحية لخليجي 19 أكَّدت مجدداً أن المقاييس في كأس الخليج مختلفة عنها في باقي البطولات والمناسبات.. من هنا يأتي التفسير لعدم قدرة السعودية والعراق رغم تفوقهما على الحصول على البطولة أكثر من ثلاث مرات فقط وبصعوبة بالغة.. فقد تعوّدنا أن نشاهد مستويات مختلفة في كأس الخليج من جميع الفرق.. فالجيد قد يصبح بعيداً عن مستواه.. والبعيد عن مستواه يعود فجأة ليصبح فارساً في البطولة.. هكذا تعوّدنا أن تكون البطولة الخليجية.. وهكذا هي إثارتها وحماستها التي أكسبتها متابعة كبيرة من خارج الخليج العربي.. فقد يخسر المنتخب العراقي من فريق أضعف منه وهكذا السعودي.. وقد تحتل الكويت المركز الأخير أو الأول.. احتمالات كلها متوقعة وقد تحقق البحرين المفاجأة وتتوّج بطلاً للدورة كما فعلت قطر والإمارات.. وأيضاً عمان قد قد ترتقي لمستوى الترشيحات وتحتفل باللقب الخليجي الذي سيكون مثيراً جداً في حال بقائه في مسقط؛ ذلك أنه بعد تاريخ طويل مع المراكز الأخيرة في الدورة لعمان سيأتي اليوم الذي تحتل فيه الصدارة وهذا قمة الإنجاز في الوقت نفسه ولو حدث ذلك فإنه يعني بالتأكيد أن العمانيين يعملون أفضل من باقي دول الخليج لأنهم تطوروا في الوقت الذي ظلّت فيه معظم منتخبات الخليج في مكانها إن لم تكن قد تراجعت مستوياتها..

هذه هي إثارة الدورة وسبب الاهتمام والشغف الكبير بمبارياتها.

** الدورة الحالية ومن جولتها الأولى يبدو لي أنها ستكون على مستوى عال.. فلقاءا الافتتاح أظهرا لنا أن الكويت هي الكويت التي نعرفها بروح وحماس لاعبيها وتفوّقهم على أنفسهم في هذه الدورة.. وفي تصوري أن عمان تعتبر فائزة بالتعادل بالنظر لكمّ الفرص المهدرة من قِبل الكويتيين.. فيماكشف المنتخب البحريني عن وجه جديد للأحمر الطموح لتحقيق أول لقب في تاريخه.. فقد كان البحرينيون على مستوى كبير أمام العراق وقدّم ماتشالا فريقاً جيداً جداً يمكن أن يكون له كلمة في الدورة رغم ابتعاد الترشيحات عنه وهذه قد تكون ميزة.

أما المنتخب العراقي فهو في حال شبيهة دائماً بحال المنتخب السعودي في دورات الخليج.. فسوء الحظ وعدم القدرة على التحضير النفسي للدورة والتعامل مع مبارياتها هو عامل مشترك للمنتخبين وإن كان السعودي قد تجاوز ذلك في الدورات الأخيرة ونجح في تحقيق اللقب ثلاث مرات في آخر خمس دورات تقريباً.. لذلك نحن ننتظر الكثير في الجولات المقبلة، حيث تكافؤ المستويات وتقاربها وغموض النتائج.. ولأنني أكتب قبل أن يلعب الأخضر أولى مبارياته (أمس) فإنني أتمنى أن يتجاوز الأخضر البداية وينجح في تحقيق أولى نقاطه أمام قطر بالفوز حتى يسير بثبات نحو اللقب بإذن الله.

دوري أبطال آسيا والموت المفاجئ

** يمكن أن نطلق على مباريات دور الستة عشر لدوري أبطال آسيا الذي سينطلق هذا الموسم بمباريات الموت المفاجئ.. فقد غيَّر الاتحاد الآسيوي الكثير من نظام بطولته الجديدة، حيث سيكون التأهل لفريقين في الدور التمهيدي وهذا بلا شك تغيير إيجابي، حيث كان التأهل سابقاً لفريق واحد مما يجعل أنديتنا تغادر البطولة (في الغالب) من أدوارها الأولى.. لكن التغيير الآخر هو المتمثِّل في مباريات دور الستة عشر الذي ستكون مبارياته من مباراة واحدة دون اعتماد نظام الذهاب والإياب بحيث يلعب الفريق صاحب المركز الأول في المجموعة على أرضه لقاءً واحداً قد يحدث خلاله أي شيء وخصوصاً التدخل المباشر لحكام الاتحاد الآسيوي في نتائج المباريات.. وشخصياً أتوقّع أن تحدث أخطاء تحكيمية فادحة تحديداً في مباريات الهلال.. على الفريق أن يكون جاهزاً للتعامل معها وقبولها من الآن.. فمشوار الهلال الآسيوي مليء بالأحداث والذكريات السيئة التي استهدفت الفريق في مباريات مهمة.. ولذلك فمثل هذا النظام سيكون كارثياً على الفرق في حال حدوث مثل هذه الأخطاء التحكيمية الفادحة والموجهة ضد الفرق السعودية وتبرز أكثر ضد الهلال والمنتخب السعودي.

أما على الجانب الفني فإن البطولة المقبلة ستكون صعبة جداً جداً وبالنظر لمشاركة أربعة أندية من دول مثل اليابان وإيران وأستراليا وكوريا وثلاثة من دول أخرى مثل أوزبكستان وقطر والإمارات بخلاف الأندية السعودية.. أما قيام الاتحاد الآسيوي باختيار طوكيو مقراً للمباراة النهائية فهو دعم واضح وصريح لممثلي الكرة اليابانية ومجاملة لليابان على حساب الأندية المنافسة وخصوصاً أندية غرب القارة وتحديداً السعودية ودول الخليج.

وإذا كان الاتحاد الآسيوي يستشهد بالاتحاد الأوروبي فإنه ينبغي أن يعرف أن آسيا ليست أوروبا وأن وضع المباراة النهائية في السعودية أو كوريا أو أستراليا أو اليابان يعني وجود أحد فرق الدولة المضيفة في النهائي وكان الأولى اختيار بلد محايد مثل سنغافورة أو البحرين أو غيرهما من الدول، فالوضع الآسيوي مختلف جداً عن أوروبا وعلى سبيل المثال المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا هذا العام ستكون في روما لكن أحداً لا يستطيع الجزم بوجود فريق إيطالي في النهائي علىعكس آسيا.

عموماً التحرك الأخير للأندية السعوية تحرّك جيد وإن كان متأخراً وكان المفترض أن يكون قائد وصاحب ومحرك هذا الاعتراض هو ممثّل السعودية في الاتحاد الآسيوي الذي للأسف لم يكن له أي دور في ذلك.

لمسات

** تماماً كما أراد المعترضون أصبح طاقم لجنة الحكام نصراوياً خالصاً بوجود الأستاذ عبد الله الناصر ونائبه (الجديد) عبد العزيز العيدان وأخيراً مقرر اللجنة لاعب النصر السابق محمد سعد بخيت.. السؤال هو من سينتقد أصحاب التصاريح المعروفة بعد هذه التغييرات!!

* * *

** بادرة سمو رئيس نادي الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد بالتبرع بمبلغ نصف مليون ريال للأشقاء الفلسطينيين في غزة تعكس بالفعل الدور الريادي لسموه في العمل الخيري والإنساني وأن سموه يقول ويفعل بعد أن أعلن في بداية الموسم التبرع بـ25% من دخل مباريات الهلال للأعمال الخيرية. فشكراً للأمير عبد الرحمن النموذج الحقيقي للرياضي المسؤول الذي نتمنى وجوده في جميع الأندية.

* * *

** الآسيوي الرابع أصبح مشكلة تواجه معظم الأندية.. نتمنى أن يكتفي من لا يستطيع إحضار لاعب مميز بلاعبيه الوطنيين الذين سيكونون أحق بالفرصة من آسيوي عادي أو متواضع.

* * *

** قرعة دوري أبطال آسيا التي ستسحب في أبوظبي هذا الأسبوع ستحدد بشكل كبير قدرة ممثلينا على الاستمرار في البطولة حسب نتائج القرعة والفرق التي ستلاقيها في الدور التمهيدي.

* * *

** المنتخب البحريني حقق أول فوز له في دورات الخليج على العراق في أولى مبارياته بالدورة.. المنتخب العراقي أو اللاعب العراقي عندما يفقد روحه المعتادة يصبح فريقاً أو لاعباً عادياً جداً.

* * *

** البحرين ستكون الحصان الأسود في الدورة بالأداء الذي شاهدناه أمام العراق.. وربما تكون طرفاً في النهائي بعد أن كانت الترشيحات لمصلحة عمان لتكون طرفاً في النهائي.

* * *

** الكويت رغم عناصره الشابة إلا أنه لعب بالأسلوب الذي تحتاجه دورات الخليج.. الدفاع والهجمات المرتدة والروح العالية والقتالية في الأداء.. وهذا ما سيجعله حاضراً بقوة في هذه الدورة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد