Al Jazirah NewsPaper Wednesday  07/01/2009 G Issue 13250
الاربعاء 10 محرم 1430   العدد  13250
فلسطينيون يسيرون على الأقدام ويفترشون الطرقات بحثاً عن مأوى
غزة غير آمنة كل شيء يقصف في القطاع

 

غزة - د.ب.أ:

تقطعت السبل بالمواطن الفلسطيني أبو رفيق محمد نعيم وعائلته المكونة من تسعة أفراد بعد أن أجبره التوغل البري والقصف المدفعي الكثيف للجيش الإسرائيلي في محيط منزله الواقع على الشريط الحدودي لبلدة بيت حانون شمال قطاع غزة على الرحيل.

ولم يجد نعيم وهو في الخمسينيات من عمره سوى عربة يجرها حمار للرحيل مع عائلته في محاولة للهرب من (وابل) القذائف المدفعية ليصل إلى مدينة غزة وعلامات التهجير تخيم على ملامحه لعدم حصوله على مأوى آمن من القصف المتواصل على كافة أنحاء القطاع.

وبالمثل جمع أبو مصعب الزوارعة ما تبقى من أغراض منزله في منطقة جحر الديك الواقعة إلى الجنوب الشرقي من مدينة غزة لينتقل إلى منزل أحد أقاربه بعد أن دمرت الطائرات الحربية الإسرائيلية المنزل الواقع بالقرب من منزله.

واضطرت مئات العائلات الفلسطينية إلى الهرب واللجوء لأقاربها وأصدقائها، لكن الأمر نفسه لا يوفر الحماية لهم لأن قطاع غزة كله يتعرض لغارات الطائرات الحربية الإسرائيلية.

وقال أبو مصعب: (اضطررت إلى الرحيل من منزلي المكون من ثلاثة طوابق وأسرتي معي خوفاً من استهداف منزلنا الذي تعبنا كثيراً حتى قمنا ببنائه).

وأضاف (ألقى الجيش الإسرائيلي منشورات علينا تطالبنا بإخلاء المنازل فوراً، حيث قمنا على الفور بتركها والهروب بأطفالنا الصغار إلى أحد أقاربنا في مخيم النصيرات).

وقام الطيران الحربي الإسرائيلي منذ بداية العمليات العسكرية على قطاع غزة بإلقاء منشورات على أهالي قطاع غزة لاسيما المناطق الحدودية يطالبهم بتسهيل مهمة الجيش والإبلاغ عن رجال المقاومة وأماكن إطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل.

فيما صعدت المدفعية الإسرائيلية قصف العديد من الأماكن السكنية في المناطق الشرقية والشمالية للقطاع اعتبرها مراقبون فلسطينيون مقدمة لبدء تقدم الدبابات الإسرائيلية إلى قلب المدينة، بعد أن حاصرتها عن باقي أجزاء القطاع.

أما زوجته أم مصعب فقالت وهي تبكي وتتحدث بصوت ملهوف (أرعبوا وأرهبوا أطفالي.. لقد زرعوا الخوف فيهم.. لا مكان آمن في قطاع غزة رغم أنني أتيت إلى بيت أحد أقارب زوجي إلا أنه غير آمن لأن الطائرات الإسرائيلية تقصف كل شيء في قطاع غزة).

وأضافت (تركت كل شيء في بيتي.. رحلنا فقط بأرواحنا.. لم آخذ حتى ملابس لأطفالي).

وفي منطقة تل الزعتر شمال قطاع غزة والواقعة على مشارف بلدة جباليا هرع الدكتور عبد القادر إبراهيم وزوجته وأولاده برفقة عائلته بعد أن اقتربت القذائف من منزله في الشارع المقابل.

وشوهد المئات من الفلسطينيين يحملون أمتعتهم ويسيرون على الأقدام في مشهد تهجيري من مناطق الاحتكاكات والقتال الدائر بين المقاتلين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي.

وتواصل إسرائيل حربها النفسية ضد مواطني قطاع غزة وذلك عبر الغارات الوهمية والفعلية التي باتت تستهدف كل شيء وذلك عن طريق الاتصال بسكانها ومطالبتهم بالمغادرة قبل وقوع القصف بدقائق معدودة.

وتكشف معطيات إسرائيلية أن ضباط الجيش الإسرائيلي ورجال المخابرات اتصلوا بآلف من أصحاب المنازل في غزة وطالبوهم بإخلائها، بسبب قربها من منازل قيادات حركة حماس أو قربها من المناطق الحدودية التي من شأنها أن تتعرض للقصف.

وقالت أم أحمد (75 عاماً) وهي من سكان منطقة الشوكة القريبة من الحدود: (رحلت عن منزلي الذي قصفته الطائرات الإسرائيلية وهربت إلى الشارع ولكن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قامت بتوفير مسكن لنا داخل مدارسها في رفح).

وأضافت (تذكرت الهجرة عام 1948 عندما كنت بنتاً صغيرة لا يتجاوز عمري 14 عاماً.. الاحتلال الإسرائيلي يمارس حرب إبادة ضدنا ويعمل على تهجيرنا من منازلنا).

وتابعت أم أحمد (قصفوا المنزل وأصبحت الآن مشردة.. لا مكان لي ولا لأسرتي التي تضم 17 فرداً.. لا أملك شيئاً.. هربنا بأرواحنا خوفاً من معاودة القصف).

وأكد أبو إبراهيم البنا (54 عاماً) أن قطاع غزة كله بات هدفاً للقوات الإسرائيلية ونيران مدافعه، ولكن مع ذلك نحاول أن نختار مكاناً آمناً لعلنا نشعر بالأمان).

وبجوار البنا تجلس ابنته شيماء الصغيرة (8 سنوات) وهي تتشبث بملابس أمها المسرعة بالهروب.

وقالت الأم (دوي الانفجارات في كل مكان.. قلوبنا تخرج من صدورنا وتعود من جديد بين أضلعنا).

وأضافت (أحاول أن أكون شجاعة أمام أطفالي فانهياري يعني انهيارهم).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد