Al Jazirah NewsPaper Wednesday  07/01/2009 G Issue 13250
الاربعاء 10 محرم 1430   العدد  13250
أضواء
أخو الصحفيين الذي فقدناه
جاسر عبدالعزيز الجاسر

 

لم يتخلف عن المشاركة في أداء الصلاة على جثمان الزميل طلعت فريد وفا في جامع الملك خالد بن عبدالعزيز في أم الحمام في الرياض ومرافقة جثمان الفقيد حتى دفن في المقبرة، إلا من كان مسافراً خارج الرياض، أو منشغلاً جداً من الزملاء الصحفيين الذي احتشدوا في ساحة جامع الملك خالد، قبل بدء صلاة عصر يوم الاثنين، كان الجميع حاضراً من مؤسسة اليمامة، المؤسسة التي بدأ فيها الزميل طلعت وفا عمله الصحفي وظل مخلصاً لمؤسسته حتى وفاته رحمه الله.

أيضاً الزملاء في جريدة (الجزيرة) ومكاتب الصحف السعودية جميعاً والكتاب والمفكرون وحتى الصحفيون زملاء طلعت الذين تقاعد البعض منهم، رغم أنه لا تقاعد في عالم الصحافة فهم لا يزالون يمارسون عشقهم للحرف والحبر.

هذا الحشد الصحفي الكبير الذي ودع الفقيد ولم يتخلف عنه سوى المسافر أو للضرورة القصوى يكشف مدى ما يحظى به الزميل طلعت فريد وفا الذي لم يُغضب أحداً ولم يسئ لأحد لأن أخلاقه وسلوكه وتربيته تأبى عليه إلا أن يكون هكذا، إنسان كالنسمة يشاركك العمل في حضور المناسبات الصحفية والسفر إلى خارج المملكة ليس كمنافس في الحصول على ما يسمى ب(السبق الصحفي) بل يتفرغ لأداء عمله وتجويده دون أن يشعرك بالتفوق أو يلجأ إلى ألاعيب الصحفيين في حجب المعلومات أو غيرها من الأفعال التي يقوم بها الصحفيون من أجل أن ينفردوا بخبر أو عمل صحفي. وحده طلعت وفا يفعل غير ذلك فقد زاملت الفقيد في أكثر من مهمة صحفية خارج المملكة ومعروف حدة المنافسة بين الرياض و(الجزيرة) إلا أننا الاثنين كنا الأقرب لبعضنا البعض مرات كثيرة كنا فقط نحن الاثنين وفي مهمة واحدة، ولؤم المهنة يدفع الصحفيين إلى منافسة من يشاركهم مهمة صحفية خاصة خارج المملكة التي لا يتواجد على مسرح تغطيتها إلا أنت ومنافسك ممثل الصحيفة التي تنافس صحيفتك، والتنافس بل وحتى التورية ومحاولة تحقيق سبق صحفي في مثل هذه المناسبات مشروع صحفياً، بل يعد عرفاً وسلوكاً صحفياً مشاعاً.. وهذا ما نجده لدى الصحفيين إلا عند الفقيد طلعت فريد وفا فقد كان مخلصاً وحريصاً أن يخرج بشيء مميز لصحيفته من خلال جودة العمل والانفراد بالحصول على عمل صحفي انفرادي دون أن يعرقل عمل زميل آخر، ودون أن يلجأ لأفعال يرتكبها الكثيرون، على العكس من ذلك لا يتوانى في مساعدة الزملاء سواء في الترجمة.. أو حتى في التقاط الصور.

ذلك طلعت فريد وفا الذي فقدناه نحن الصحفيين أخاً وصديقاً من الصعب أن يعوض..

رحمك الله يا أبا تلا فقد كنت كالنسمة اللطيفة.. المشبعة بروح الأخوة والمحبة.. رحلت دون أن تُغضب أحداً.. ولكنك تركت الغصة والحسرة في قلوب أحبابك.



jaser@al-jazirah.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد