Al Jazirah NewsPaper Wednesday  07/01/2009 G Issue 13250
الاربعاء 10 محرم 1430   العدد  13250
الشباب البواسل في الحج
حازم الشرقاوي

 

ما أصعب أن يتواجد 3 ملايين شخص في وقت واحد على مساحة أرض محددة ببداية ونهاية وبخاصة في مناطق عرفات، ومنى، ومزدلفة حيث محدودية الزمان والمكان، ورغم صعوبة هذا الأمر إلا ان حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين نجحت هذا العام بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى في خدمة ضيوف الرحمن وظهور الحج بصورة مشرفة.

في البداية رسالتي لخادم الحرمين الشريفين: لقد أنقذت أرواح المئات من الحجاج سنوياً بقراركم الحكيم بإنشاء جسر الجمرات الذي قضى على الازدحام والتكدس وحافظ على أرواح المسلمين من خلال تعدد مسارات الدخول والخروج لهذا الجسر نسأل الله العلي القدير أن يسجله في ميزان حسناتكم يا خادم الحرمين الشريفين، كما سيسجله لكم تاريخ المسلمين بأحرف من نور على مدى الأزمان والدهور القادمة.

وقد ساهم قرار أمير مكة المكرمة خالد الفيصل في الحد من ظاهرة الافتراش بالصورة السلبية التي كنا نراها في الماضي، وأعتقد انه سيدرس في اللجنة المركزية للحج هذه الظاهرة، وسبل القضاء عليها بصورة نهائية، وكذلك الوقت قد حان لوضع معايير لأسعار الحج في الداخل والخارج بعيداً عن المبالغات التي نراها الآن.

ودعوني أقدم هذا النجاح المتميز لحج هذا العام لرجال الأمن البواسل وبخاصة من صغار السن الذين شاهدتهم بأم عيني وهم يساعدون وينظمون ويرشدون الحجيج إلى المواقع الصحيحة، هؤلاء شباب الأمن السعودي البواسل الذين كانوا يمتلكون جميع فنون ومهارات التعامل مع الحجيج فكانوا ماهرين في إرضاء كبار السن بمختلف الجنسيات، وحازمين مع الشباب، وهادئين مع الأطفال والسيدات، وكان لهم الدور الأكبر في القضاء على الافتراش في الطرق المؤدية إلى جسر الجمرات والمواقع المجاورة له.

وقد كان وراء رجال الأمن البواسل رجل حنكه الدهر في خدمة أمن المملكة وهو وزير الداخلية سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز ونائبه أخيه سمو الأمير أحمد بن عبدالعزيز، ومساعده ابنه الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز الذي حصل على كل المهارات الأمنية من مدرسة والده الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي استطاع أن يظهر رجل الأمن السعودي بالصورة المشرفة التي نراها اليوم وستكون بمثابة نموذج لأجهزة الأمن في العالم. وأقدم هذا النجاح لوزارة الصحة، والهلال الأحمر السعودي، فقد رأيت المسعفين من الشباب السعودي وهم يأتون في لمح البصر عندما يصاب أي حاج بحالة إغماء أو انخفاض في الدورة الدموية أو غير ذلك، شاهدت ذلك أثناء قيامي بطواف الإفاضة حيث تساقطت بعض السيدات المرهقات من الحج وإذا بالمسعفين يأتون حاملين السرائر النقالة، ويقدمون جميع أنواع الرعاية الصحية للجميع فقدموا رعاية صحية لنحو نصف مليون حاج بإشراف مباشر من وزير الصحة الدكتور حمد المانع، ورئيس جمعية الهلال الأحمر الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز.

ولم أنس شبابا صغارا لم يتجاوزوا العقد الثاني من أعمارهم من طلاب المدارس (الكشافة) وهم يقدمون خدمات جليلة في إعادة البسمة إلى وجوه الحجاج التائهين حيث يصفون المواقع بدقة، ويذهبون مع امرأة عجوز أو شيخ كبير إلى موقعه، بمتابعة من وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله العبيد، ولا يملك الحاج في هذه اللحظة إلا الدعاء لهم ولخادم الحرمين الشريفين، كما أقدم النجاح لوزارة الحج برئاسة الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي في توجيه وتوعية الحجاج القادمين من الخارج، وكذلك لكل من ساهم ولو بالقليل في ظهور حج هذا العام بالصورة المشرفة للمملكة العربية السعودية، وأدعو الجامعات والباحثين لإجراء البحوث والدراسات حول الحج.

وأوجه في النهاية رسالة إلى وزارة الحج بضرورة تحديد مواقع مخيمات شركات حجاج الداخل في منى وعرفات على مدار عشر سنوات بحيث تستطيع كل شركة تطوير وتأهيل موقعها بصورة ممتازة بعيداً عن المتغيرات السنوية، مما يقلل من حجم الإنفاق السنوي على تجهيز المخيمات، مما يساهم أيضاً في انخفاض الأسعار التي دخلت في مرحلة المبالغة غير المقبولة.



Icer100@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد