Al Jazirah NewsPaper Wednesday  07/01/2009 G Issue 13250
الاربعاء 10 محرم 1430   العدد  13250
وقاية الشباب من الانحراف
د. سليمان محسن العريني

 

يلاحظ في الآونة الأخيرة جنوح بعض الشباب وبمعدلات ليست قليلة ولأسباب كثيرة من أهمها وسائل الإعلام المختلفة وانشغال الأهل وعدم القدرة على السيطرة إما بسبب قلة الخبرة أو الثقافة أو الوعي وعدم انتشار المختصين وطلب المساعدة والتهاون في إيجاد الحلول، كما أن التعليم له مساهمة ليست قليلة لأن المدرسة تستضيف الطفل في سن مبكر ويستمر في مراحل التعليم في سنوات شبابه الأساسية، حيث إن التربية والتعليم عليها مسؤولية الإسهام بنصيب أكبر في بناء شخصية الشاب بناءً سليماً وأن تناسب المواد الدراسية وقدرة الطالب حتى يتولد لديه الرغبة في تلقي التربية الصحيحة والعلم والاستعداد للمتابعة وعدم النفور والهروب فالملاحظ لدى بعض الشباب كراهية المدرسة وهذا راجع إلى عدة أسباب منها المنهج والمدرسة وإعداد المعلم وعملية التقويم والمتابعة والثواب والعقاب للطلاب والمعلمين فالآن تعج المدارس الأهلية بالدعاية بكل شارع وحي وبأساليب تخدع بعض أولياء الأمور ولكن الربح المادي وراء كل دعاية وتهاون وأرجو أن لا تتنصل بعض المدارس الأهلية أو الحكومية عن دورها التربوي وعن مستوى التعليم وأن يكون التنافس على الجودة وأن تكون هناك لجنة محايدة من بعض الجامعات والمختصين أو القطاع الخاص المتخصص في تقويم المدارس وإعلان ذلك لأولياء الأمور حتى تضمن مخرجات تربوية وتعليمية، كما أن لعلماء الدين دوراً مهماً في استحداث أساليب تتوافق مع مفاهيم الشباب المعاصر حتى يكون هناك تقارب بينهم وفهم تتطلعاتهم لأننا في عصر الفضائيات والبدع والوافدة وعدم الالتزام بالقيم والواجبات الاجتماعية وتدني لغة الحوار والعقوق والمروق على تعليمات الدين والآداب المحمودة، ويجب أن يكون لهم دور في تنقية وسائل الإعلام من الأشياء التي تستهدف الجذب والإثارة للشباب وأن يكون هناك توعية مناسبة أو تحليل علمي بالإضافة إلى مواجهة مشكلات البطالة التي تؤدي إلى العنف والانحراف والإدمان ومواجه مظاهر الإحباط. وإذا لم نسارع ونتدارك ذلك في العصر الذي نعيش فيه وهو عصر المخترعات والإعلام السريع فإننا سوف نفقد جزءاً من شبابنا وبالتالي له مرد سلبي على المجتمع وحركة نموه وتطوره. والله الهادي إلى الخير .

جامعة الأمير سلطان



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد