إن غياب المرجعية لدى كثير من المتشددين أو بعض دعاة التوحد بفكر أو عقيدة معينة ليس أقل أذى أو أكثر ضرراً من أي بيروقراطي ينفر العالم كله من دكتاتوريته وخطره على من حوله ففي كل مرة نسمع خبرا ونرى شيئاً يثير استغرابنا يدفعنا للتساؤل. من نفذ؟ من خطط؟ من كان وراء؟ وما هو الهدف من كل ذلك؟
إن من يبرر لنفسه التدمير وسفك الدماء البريئة قد نصب نفسه مرجعية تبرر كل فعل يفعله سواء أكان ذلك ضد أبناء جلدته أو أي فرد آخر ذميا أو معاهدا أو حتى في مكان عمله في أي أرض وتحت أي سماء.
إننا بالقدر الذي نحاول أن نثبت للعالم أن الإرهاب والتطرف لا دين له إلا إننا نشاهد في يومياتنا بعض التصرفات التي يجب عدم التغاضي عنها فمنابع التطرف لا تقتصر على دعم معين دون آخر فلكل عمل عناصر أساسية وعوامل مساعدة ونحن كمجتمع مسؤوليتنا هي العامل الأهم وذلك من خلال التوجيه والمناصحة والإصلاح فالفرد هو من يصلح المجتمع وبتكاتفه يكون الخير المرجو والمأمول والتغاضي أو التهاون في بعض الأمور يجعل الشخص يجد مسكنه أو مزرعته أو متجره قد تحول إلى وكر لصناعة المحرمات أو أي أمر من أعمال الإرهاب الذي هو خطر يتربص بالمجتمع بكافة أطيافه إن التهاون في مثل هذه الأشياء يهيئ لمثل هؤلاء الزمان أو المكان ويكون خطره ليس أقل من ضرر من يفعل ذلك بنفسه بل ليس لديه أي مرجعية يستمد منها وازعه الديني تجاه نفسه ومجتمعه أو أي انتماء وطني يدفعه للحرص على وطنه وساكنه لمنع حدوث بعض الأفعال المنافية لكل ما يأمر به ديننا وعاداتنا ومجتمعنا.