Al Jazirah NewsPaper Wednesday  07/01/2009 G Issue 13250
الاربعاء 10 محرم 1430   العدد  13250

ظواهر بحاجة إلى علاج
عبدالعزيز بن سليمان بن محمد الحسين

 

ربما سمع بعضنا أو قرأ ما أصيبت به بعض مؤسسات تعليم البنات بأدواء لعل أبرزها التعلق القائم بين قطبي العملية التربوية (المعلمة- الطالبة) الذي تخطى علاقة الاحترام والتعلم وتهذيب السلوك، وقفز الخطوط والحواجز ليصل يحط برحاله في محطة الإعجاب المتبادل بينهما، تمخضه عنه نتائج تفاوتت بحجم تفاوت حجم العلاقة ومدتها وطقوسها، وقد جاءت الإصابات بالحالات النفسية في مقدمة تلك النتائج الناجمة عن تلك العلاقات المرفوضة جملة وتفصيلاً، ثم لاحت في سماء البيئة المدرسية ظاهرة أخرى لا تقل ما يسمى بالبويات (فتاة مسترجلة) تقمصت شخصية الشاب في التصرفات وربما في الهيئة في بعض المواقف بحيث يكون دورها عشق فتاة أخرى (جنوح عن الفطرة السليمة) والعناية بشؤونها والدفاع عنها، وتبقى ظاهرة التعلق بين القطبين في بيئة المدرسة لتوفر عاملين رئيسين هما:

1- تدني أو غياب مستوى الرعاية والاهتمام الأسري للطالبة بحيث تفتقر كثيرات إلى العطف والحنان واقتصار مفهوم الرعاية على العطاء المادي فحسب.

2- ضعف أو انعدام التثقيف الذي ينظم العلاقة داخل المؤسسة التربوية بين قطبيها.

ويقف عاملان آخران خلف ظهور ما يسمى ب(البويات) هما:

1- اقتصار دور المرشدة على معالجة القضايا السلوكية دون البحث عن أسبابها التي كانت وراء وقوع الطالبات فيها.

2- القطيعة القائمة بين البيت والمدرسة في كثير من مدارس البنات فلا تكاد تحضر الأم إلا بعد دعوتها من قبل المرشدة بسبب ما صدر من ابنتها من مخالفة. ولعلي أضع هنا مقترحات ربما يصبحان محل اهتمام المسؤولين في وزارة التربية والتعليم:

1- ضرورة إيجاد أخصائية نفسية في كل مدرسة تعنى بالجوانب النفسية للطالبات والتعامل معها بطرق علمية وعملية فالجانب النفسي لدى الفتاة مهم جداً فهو يمنح الاستقرار الذهني المفضي إلى التحصيل الجيد والإدراك المنشود.

2- إقامة دورات تثقيفية وتدريب للمكلفات بعمل المرشدات لمعرفة كيفية التعامل الأفضل مع ما يستجد من ظواهر سلوكية داخل المؤسسة التعليمية. 3- إعطاء حيز أكبر للقضايا السلوكية داخل أروقة الإعلام لمناقشة تلك القضايا ووضع الحلول العلمية والعملية لها من خلال استضافة المختصات في هذا المجال (التربية والاجتماع والشريعة).

متمنيا أن نرى جيلا من الفتيات المربيات الفاضلات فالعناية بالفتاة عناية بالجيل والأبناء كما قال شاعر النيل حافظ إبراهيم:

الأم مدرسة إذا أعددتها

أعددت شعبا طيب الأعراق

الأم أستاذ الأساتذة الأولى

شغلت مآثرهم مدى الآفاق

والله من وراء القصد

مجمع ملهم التعليمي

Naged15@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد