Al Jazirah NewsPaper Wednesday  07/01/2009 G Issue 13250
الاربعاء 10 محرم 1430   العدد  13250
الحكمة البالغة 2
نورا علي

 

لعلمي ويقيني بإحجام كثير من أبناء مجتمعنا عن القراءة، وخاصة كتب التاريخ والسِّيَر، ولما وجدته من متعة في قراءتها، فضلاً عن الفوائد التي خرجت بها، والقناعات والمفاهيم الراقية التي رسخت في ذهني، وأصبحت منهاج حياة، وعوناً في مواجهة المشاكل التي تعترضني في الحياة اليومية، قررت أن أقرأ وأوجز لكم في سطور ما راق لي من مواقف جليلة، أسأل الله أن ينفع بها الكثير.

الشعار الذي خرجت به .. (إذا أردت أن تصبح عظيماً، فاقرأ سيَر العظماء، واقتف آثارهم).

أعزائي .. سبق وأن وعدتكم في مقال سابق بأنّ للحديث بقية عن الحاكم العادل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، فهاكم بعض المواقف التي تخر لها النفوس خاشعة، وتلين لها القلوب خاضعة:

1- يقرأ عليه كاتبه فيقول: يا أمير المؤمنين، هؤلاء قوم يستأذنوك في تأخير الصلاة قليلاً عن بدء وقتها، لاشتغالهم بأعمال الناس أثناء ذلك.

قال: اكتب إليهم: اجتنبوا الأشغال عند حضور الصلوات، فمن أضاعها فهو لما سواها من شرائع الإسلام أشد تضييعاً.

2- مرّ في مسجد وهو مُظلم، فتعثّر برجل نائم فيه، فقال له الرجل: أمجنون أنت؟ فيجيب عمر بهدوء: لا، فيهمّ الحارس بالرجل، فيمنعه عمر قائلاً: مه، إنما سألني أمجنون أنت فقلت لا.

3- سمعه كاتبه يوماً يدعو فيقول: اللهم لا تُخفف عليّ سكرات الموت! فقال: ولمَ ذلك الدعاء يا أمير المؤمنين؟ قال: لأنّ ما يعانيه المسلم في سكرات الموت هو آخر ما يُرفع من أجر المؤمنين.

صدق والله ذاك الرجل الذي قال له ذات يوم: يا أمير المؤمنين، من تكون الخلافة قد زانته فأنت قد زنتها، ومن تكون شرفته فأنت قد شرفتها.

من أقواله رضي الله عنه:

- إن لي نفساً توّاقة .. لا تنال شيئاً من الأشياء إلا طمحت إلى أعظم منه.

- إذا عُدتَ المرضى فلا تنع إليهم الموتى.

- إنما الجزع قبل المصيبة، فإذا وقعت المصيبة، فالهُ عما فاتك.

- اللهم إن كنت تعلم إني أخاف يوماً دون يوم القيامة، فلا تؤمن خوفي.

- اللهم اجعلني خيراً مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون.

لن أكتب أي تعليق، لأنّ عيني أغرورقت بالدموع وألجمت قلمي، سأترك التعليق لكم أحبّتي.

إلى اللقاء ..

الشمال



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد