Al Jazirah NewsPaper Wednesday  07/01/2009 G Issue 13250
الاربعاء 10 محرم 1430   العدد  13250
ولاة أمرنا سلمتم فقد سَلِمَ الحجيج
محمد بن سكيت النويصر

 

فقد حقق الله لولاة أمرنا ما كانوا يحرصون عليه وما يهدفون إليه، وذلك بسلامة الحجيج، وذلك كله بفضل الله ثم بفضل الرعاية والعناية التي ينشدها ولاة الأمر في شأن الحج.

قرابة ثلاثة ملايين حاج من الداخل والخارج وفدوا إلى هذا البلد الآمن المطمئن -بإذن الله- وتنقلوا في تلك المشاعر المقدسة ملبين لنداء رب العزة والجلال {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}.

جاءت هذه الجموع لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام حاجين إلى بيت الله العتيق جاءت تلك الجموع لتجد الاستقبال والبشاشة وتوفر كافة الخدمات التي يعجز القلم عن وصفها، تتمثل تلك العناية والرعاية بدءا باستقبال موظفي المداخل للمملكة الجوية والبرية والبحرية، فيشعرون بالراحة والطمأنينة، وينسون المشاق التي واجهتهم في الرحلة إلى بيت الله العتيق. كيف لا وهم وفود الرحمن، ضيوف الرحمن جاءوا من كل فج وصوب لأداء ركن من أركان الإسلام، وليكون في المشاعر المقدسة في مكة والمدينة قريبا من ربه الرحمن الرحيم، يكبره ويحمده ويسبحه ويستغفره من ذنوب ارتكبها في لحظة من لحظات حياته.

ويجد في تلك الرحلة الرعاية والعناية من قبل المعنيين بشؤون الحج في هذا الوطن الكبير وتبدأ هذه العناية والرعاية منذ وضع رجله في الحافلة التي تقله إلى مكان إقامته، ويجد البشاشة وحسن الاستقبال هذه المعاملة الفريدة من نوعها تدفع وتغري كل مسلم تكرار أداء هذه الفريضة دون انقطاع.

الرعاية الصحية فوق ما يتصور، والخدمات الإسعافية وكل مسؤول يباشر هذه الرعاية بنفسه ليكون العطاء أكبر وأشمل.

إلى جانب الرعاية الأمنية فتجد الحاج يؤدي حجه في اطمئنان وراحة بال لا يخشى إلا الله، ويتفرغ لعبادة ربه التي من أجلها قدم، ولا ننسى توفير الخدمات البلدية على مدار الساعة، والخدمات الإرشادية وبكافة اللغات واللهجات وتهيئة كافة الظروف التي تسمح بأداء هذا الركن على أتم وجه.

رجال الأمن بقيادة أمير الأمن سمو سيدي وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا يتابع تحركاتهم وأدائهم بنفسه - حفظه الله - وهم لم يقصروا في القيام بما أوكل إليهم كل فيما يخصه، يدفعهم إلى ذلك خدمة ضيوف الرحمن ثم تنفيذ توجهات ولاة الأمر أعزهم الله.

كل مسؤول في تلك البقاع الطاهرة يبذل جهده لتكون الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام وفق المطلوب ولتتمشى والخطط المرسومة، وتنفيذ ذلك بكل دقة ما أمكنه ذلك سمو أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية تابع بنفسه تلك الخطط وكان واحدا من ضمن تلك المنظومة التي تعنى بوفود الرحمن ليكون الحج وفق ما رسمه ولاة الأمر.

خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله -وفقه الله- يصل إلى منى في كل عام ويشرف ميدانيا على سير أمور الحج، لأنه لا يرضى بأقل من ذلك، فهمه وهاجسه الوحيد أن يجد الحاج العناية والرعاية في هذا الوطن الذي شرفه الله بخدمة الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهو بذلك يحقق الرغبة الأكيدة لمؤسس هذا الكيان -رحمه الله- الذي كان من أولياته تأمين طريق الحاج والعناية بتلك المشاعر المقدسة وتهيئة كافة السبل وتذليل كافة العقبات التي تتعرض سبيل أداء وفود الرحمن للركن الخامس من أركان الإسلام بكل يسر وسهولة رغم قلة الإمكانات آنذاك وبحمد الله فقد تحقق ذلك، وأصبح ذلك حقيقة وواقعا لا ينكره إلا جاحد أو من في قلبه مرض، فهذه النجاحات تتوالى من عام إلى عام، وخطط تطوير المشاعر المقدسة وتجديدها تأتي في مقدمة أولويات القيادة الرشيدة - وفقها الله لكل خير وفلاح -.

وها هم حجاج بيت الله يدفعون أكف الضراعة بأن يجزل لولاة أمر هذه البلاد، ويسدد إلى الخير خطاهم ويبارك في أعمالهم وأعمارهم لقاء هذه العناية والرعاية المستمرة والمتجددة حيث يجدون في موسم الجديد والجديد.

فجزاكم الله خيرا ولاة أمرنا لقاء هذه العناية والرعاية لوفود الرحمن وهذا ليس بغريب عليكم أبناء المؤسس ذلك القائد المسلم الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه، وأسكنه فسيح جناته وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.

ولاة أمرنا نحن بخير والوطن بخير وكل عام وأنتم بخير - حفظكم الله.

مدير المعهد العلمي في محافظة الرس -جامعة الإمام



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد