Al Jazirah NewsPaper Friday  09/01/2009 G Issue 13252
الجمعة 12 محرم 1430   العدد  13252
ستفقدك الساحة يا فيصل

 

خبر مؤلم تفاجأنا به صباح يوم السبت الماضي حيث كان لوفاة الشاعر الكبير فيصل الرياحي (أبو بدر) نتيجة حادث أليم قرب الطائف بسبب سوء الأحوال الجوية وقع مؤلم على النفس ولا شك أن هذا قدر الله ولا راد لقضائه، وفيصل الرياحي رحمه الله كان مختلفاً ومتميزاً فهو شاعر امتاز بالقوة والأخلاق الفاضلة وهو شاعر من النوع الفاخر في الكلمة الجميلة والمعبرة والسامية في المعنى لا تمس أحداً ولا تخدش الآخرين، كان أبو بدر مدرسة في الشعر المترفع عن سفاسف الأمور واثارة النعرات والمفاخرة بين الآخرين ولذلك استحق أن يكون محكماً في (شاعر المعنى) كان مبتسماً وأخوياً وهو في ساحة المحاورة ومتواجداً في ميدان الشعر بين الشعراء كعلم في رأسه نار أغلب الشعراء يستفيدون من قريحته ويرجعون له كمصدر تاريخ وتفسير للشعر يكتنز بداخله روح المحبة للجميع وتعلوه الابتسامة عندما يلتقي بالآخرين، جمهوره عريض بعرض وطول مناطق المملكة وبلدان الخليج عندما يتواجد في ساحة المحاورة يجد جمهوره أمامه تعلوه عبارات الترحيب، كان أنيقاً في شخصيته وحضوره رفيعاً بأخلاقه وتعامله مع الجميع ولذلك كان فيصل متواجداً من حيث ما يكون الجمهور الشعري والمتذوقين لشعره خاصة، وكان أبو بدر من القامات السامية بشكل عام والمحاورة بشكل خاص في الجزيرة والخليج وهو بحق مدرسة في الأدب الشعبي بشكليها القديم والحديث، واليوم وقد فقدته الساحة فإن ذلك سيخلخلها لفقد أحد أعمدتها التي تتكئ عليه وستغيب للأبد قيمه وبعض مفرداته الشعرية التي أضاءت ساحات المحاورة ومعلقاتها النادرة والمشهورة مع زملائه الشعراء الكبار، نقول للساحة اليوم غاب أبو بدر وخسارتك كبيرة لكن بصمته ستبقى وستكون علامة بارزة تحتذى ويتذكرها محبوه ومتذوقو شعره وفنه وهذا كفيل ببقائه بيننا رغم غيابه الأبدي، رحمك الله يا فيصل وعزاؤنا لابنك بدر وأسرتك وكافة قبيلة البقوم الكرام.

محمد المسفر



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد