Al Jazirah NewsPaper Saturday  10/01/2009 G Issue 13253
السبت 13 محرم 1430   العدد  13253
في خاطري شيء
الأولمبياد الخليجي
د. صالح الحمادي

 

فقدت دورة كأس الخليج الكثير من وهجها وجمالياتها وأصبحت بطولة في عداد الموروث الشعبي وتراثاً محنطاً يغلفه الارتجال ويهوي به إلى حضيض النوايا السيئة وهذا هو واقع دورات الخليج في نسخها الأخيرة.

كنا نترقب دورات الخليج بلهفة وشوق وكنا نترقب لقاء المنتخب السعودي والكويتي على أحر من الجمر والآن تحولت المنافسة إلى دهاليز التنظيم والاحتكار واتسعت دائرة المناوشات والتشويهات لتصل للقنوات الفضائية وكل وسائل الإعلام وأصبح الصوت المبحوح هو الذي يعلو بينما صوت العقل والمنطق يتوارى خلف أسطوانة (خليجنا واحد) المشروخة.

مواجهة القطبين المنتخب السعودي والمنتخب الكويتي لم تعد متاحة في ظل قرعة تباعد بينهما بينما استغل منتخب الكويت في عصره الذهبي نظام الدورة القديم وحمل كل المنتخبات الخليجية ديون هزائم وحفنة أهداف كان بإمكانهم تسديدها في السنوات القليلة الماضية ولكن نظام البطولة حمى منتخب الكويت من فرصة تسديد كل الفواتير السابقة ووضع له رصيداً في بنك المستقبل، هذا لا يهم فقد طوينا صفحات المنافسات الخليجية وانطلقنا نحو مونديال كأس العالم أربع مرات متتالية وتركنا بطولة الكلام لأهل الكلام في الفاضي والمليان. نعم تجاوزنا دورة كأس الخليج ولن نعود للمربع الأول ما لم نخرج بالدورة من وضعها الحالي إلى آلية جديدة تخدم رياضة المنطقة بأكملها.

الآلية الجديدة تلوح في الأفق من خلال مطالبة محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي بأن تقام كل أربع سنوات وهذه الفكرة قابلة للطرح أما مطالبته بدخول سوريا والأردن ولبنان وإيران فهي مطالبة غير منطقية لأنها ستتحول إلى دورة لدول غرب آسيا وتنسخ دورة الخليج نهائياً وهذا شيء لا يقبل به الشارع الرياضي الخليجي الذي يرى في الدورة رمز الوحدة والبناء والتلاحم وأشياء أخرى.

لن نتوقف عند مقترحات ابن همام لكن النقاد وخبراء الرياضة يستطيعون بلورة فكرة الآلية الجديدة لدورة كأس الخليج لتكون أكثر إثارة ومتعة وتشويقاً وأعتقد أن تحويلها لأولمبياد خليجي قد يدفع بها لساحة النجاح بحيث تقام دورة الألعاب الأولمبية الخليجية في فترة الصيف إذا أتى الدور على السعودية في أبها أو الطائف أو الباحة وفي سلطنة عمان بمدينة صلالة وفي اليمن في صنعاء أو عدن واختيار الوقت المناسب للأولمبياد الخليجي في بقية دول المنطقة.

دورة كأس الخليج خرجت عن مسارها في النسخ الأخيرة لأن هناك من يريد لها أن تكون كذلك وخصوصاً اللجان المنظمة التي يجب أن تتحمل قسوة النقد الذي يجلدها في وسائل الإعلام المختلفة فبطاقات مشاركة الإعلاميين تمر بمنعطفات مسيئة لأي لجنة تنظيمية وآخر هذه الشواهد ما حصل من رئيس اللجنة الإعلامية في خليجي 18 بالإمارات العربية حيث ترأس اللجنة شخص لا علاقة له بالإعلام ولا يوجد عنده خبرة في التنظيم وكان عائقاً للعمل بكل ما تحمله الكلمة من معنى ثم من رئيس اللجنة الإعلامية بخليجي 19 ووصل الاستهتار بقيمة الإعلاميين إلى منع حصولهم على بطاقة حضور فعاليات البطولة وإحالة الجميع إلى مسؤولي قناة الجزيرة لمنح الصحفيين وبقية الإعلاميين بطاقات الحضور في مشهد تراجيدي لم يسبق له مثيل أما على مستوى التنظيم فالكل يلمع التنظيم مهما كانت الهفوات ومهما كانت السلبيات وهذه مشكلة الخليجيين الذي يهربون من الواقع ويتكئون على عبارات إنشائية لا تقدم ولا تؤخر.

مشهد دورات كأس الخليج العربي سيستمر بنفس الشكل ونفس الإيقاع ويكرر أبطال الضوء نفس النسق لسنوات مقبلة ودورات عديدة ما لم نقدم الدورة بآلية جديدة تخرجها من دوائر الماضي والدفع بها للمستقبل الأفضل وهذا لن يتحقق في ظل الفكر المعشعش على دهاليزها.

أشياء..... وأشياء

- ثمانية وثلاثون عاماً على انطلاق دورات كأس الخليج العربي دون حل لمشكلات الجماهير المغلوبة على أمرها.

- كيف تملأ الجماهير الملعب وهي لا تستطيع الوصول للمدن التي تستضيف البطولات الخليجية إلا بالطائرات أو السيارات عبر رحلات برية متعبة؟

- متى ننشئ شبكة قطارات تربط بين العواصم والمدن الخليجية لكي نحول دورات كأس الخليج إلى كرنفال جماهيري سياحي ماتع؟

- نجاح بطولات كأس الأمم الأوروبية ليس لارتفاع المستوى الفني فقط بل لتوفر عوامل النجاح وخصوصاً الحضور الجماهيري الكبير لكل المباريات.

- توفر شبكة قطارات راقية يسهل تواجد الجماهير في مباريات الأندية والمنتخبات الأوروبية بكثافة والجماهير هي ملح البطولات ووقود يشعل جذوة الحماس في أوردة وشرايين اللاعبين.

- كيف يصل الجمهور السعودي لمسقط من أجل دعم المنتخب والوسيلة الوحيدة للانتقال رحلات الطيران وحتى لو قرر المشجع البسيط دفع قيمة تذكرة الطيران فلا يوجد رحلات كافية.

- في أوروبا يحولون البطولات للأندية والمنتخبات إلى فترة تسوق وسياحة ومتعة شبابية وأسرية والأغلبية يضبطون إجازاتهم السنوية مع مواعيد البطولات فمتى نصل لهذا الوضع؟

- أقل درجة مواطنة منتظرة من الشركات السعودية التكفل بنقل الجماهير لمساندة المنتخب في البطولة ولكن ذلك لم يتحقق للأسف.

- إقامة البطولات الخليجية في مدن الاصطياف قد يساعد على رفع نسبة الإقبال الجماهيري لأن الأسر الخليجية سيستغلون وقت البطولات كسياحة وترفيه لأبنائهم بدلاً من سياحة الخارج بكل سلبياتها.

- الأولمبياد الخليجي لا يرفع المستوى الفني للعبة كرة القدم فقط بل سينتج لنا عدائين عالميين ونجوماً في كل الألعاب.

- المستوى الفني لخليجي 19 ضعيف جداً ولم نشاهد منتخباً ممتعاً ولم نشاهد نجماً في مستوى السوبر إلى الآن وقد تكشف لنا المباريات المقبلة ما يعوض علينا الوقت الذي أهدرناه من بداية الدورة إلى الآن.

- العراقيون يأتون بشحن يفقدهم القدرة على تقديم هويتهم ومستواهم الفني المعروف والدليل طرد ثلاثة لاعبين في مباراتين واشتباكات هنا وهناك.

- مؤشر الأخضر بين الصعود والهبوط والخوف من اللون (الأحمر).

للتواصل


alhammadi384@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد