Al Jazirah NewsPaper Sunday  11/01/2009 G Issue 13254
الأحد 14 محرم 1430   العدد  13254

مواكبة لمعركة غزة ثلاث قنوات تنفخ في الرماد
محمد بن أحمد الشدي

 

جاءت معركة غزة بكل سلبياتها وجبروتها وعدوانها السافر على أهلنا في غزة بل وفي عموم فلسطين الذبيحة منذ النكبة الأولى لتكشف بكل وضوح تلك الوجوه المتآمرة وتوالت عليها المصائب بعد غياب تلك الزعامات التاريخية لفلسطين لعل آخرهم أبو عمار. ثم جاءت الطامة الكبرى عندما انقسم الإخوة ودخل بينهم الأعداء..

لقد اختلفوا بعد الاجتماع والقوة.. اختلفت وجهات النظر فإذا كان ذلك فيجب ألا يضيع الوطن بينكم وعلى فريق السلطة أن يضحي وعلى فريق حماس ألا يتمسك بالحكم على حساب شعبه وكان أولى بهم أن يسمعوا لمن نصحهم بأن إسرائيل غادرة لا ترعى أي اتفاق وأنها سوف تضربهم وهم شبه عزل بالمقارنة إلى ما لدى هذه الدويلة الشريرة من عتاد وسلاح.. ولم يصغوا إلى أصوات الحق بل استمعوا إلى تلك الوعود المضللة والحناجر التي ستمحو إسرائيل من على وجه الخريطة بل رضخوا لإرادة بعض الزعماء الذين يستظلون بظلال (الغوطة) ويطلقون النداء بعد النداء أن أقدموا وحاربوا حتى آخر فرد منكم.. بل استمعتم إلى صاحب النصر الإلهي الذي أخذ ينادي من مخبئه أن اضربوا والجمع معكم ويقول لتغطية عجزه الاعتذار عن نصرتكم وأنت يا شعوبنا العربية تمردي على حكوماتكم وخاصة الشعب المصري وكأنه لا يعلم عن تضحيات مصر العروبة والإسلام فخسر بذلك ما كان له لدى شعب الكنانة من رصيد وقتل أهلنا في غزة وهم يتفرجون ويتخبطون عبر الإذاعات الأول في قم والثاني في دمشق والثالث في الضاحية وكل واحد منهم له محطته الإعلامية التي تنطلق باسمه حتى الصغار أصحاب المزايدات والبحث عن الشهرة لهم العديد من وسائل الإعلام التي تهدر ليل نهار وهكذا هي جوقة متكاملة وكأنه لا ينقصها إلا أخونا محمد الهاشمي المبهور بالجزيرة وأهلها ليضم إليهم مستقلته إلا عن المال الموعود ومنارة الافتراء فتلك ثالثة الأثافي!

أخونا الهاشمي يندفع إما نصرة لهذه الأوطان أو أنه يستميت للحصول على المال بعد أن فشلت الطيبة في جلب المال لمحطته التي نبتت بجهود ذاتية في بدايتها..

لقد غير جلده فمن حلمه العربي الجميل هذا الهاشمي هو و(غلام) المحطة الذي هو على عجلة من أمره وقد أخذ يطلق سهامه يمنة ويسرة وكأنه يقول مع أبي الطيب:

على قلق كأن الريح تحتي

أوجهها جنوباً أو شمالاً

المهم أن تثمر هذه الحملة ولو على حساب الجميع ممن دعموا هذه المحطة! الصغيرة اللطيفة التي أخذت تلدغ وتلسع بعد أن نبت لها بعض المخالب بعد أن دخلت في لعبة إيران والجزيرة والمنار مشاركة محسوبة في النفخ في الرماد ظاهرها دفاعاً عن الفلسطينيين وداخلها نصرة لهذا المحور الثلاثي إيران وحزب الله ومن يعاونهما من الدول العربية التي هي مستعدة للدفع خاصة منهم الذين دائماً يبحثون عن دور لهم مفقود سواء بالدعوة لمؤتمرات تعقد ولو في الهواء عن أي شيء ولا شيء لعملوا على دعوة الرئيس الإيراني المبجل إليها حتى يسكب التهديد في آذاننا عن قرب!

لقد عرفنا منذ وقت ليس بالقصير توجه كل من الجزيرة والمنار أما المستقلة فقد كانت موضوعية منذ تأسيسها وكنا نسعد بأخينا الدكتور محمد الهاشمي في الجنادرية كل عام وكان الشيخ عبدالعزيز التويجري رحمه الله يجله ويقف معه والدكتور الهاشمي هو مالك هذه المحطة التي كانت مستقلة محايدة بل صاحبها والمنادي عليها وهو على ما يبدو الذي يعمل كل شيء في هذه المحطة وكان الرجل لطيفاً في طرحه محايداً بين الاتجاهات العربية وفجأة ارتقى مرتقى صعباً وأخذ طرحه الجديد يتشكل وأخذ يقلد أسلوب صاحب الاتجاه المعاكس ويحاكي أساليب تجرح في العرب لقد استضاف أحد كوادر البعث الدكتور الكبيسي الذي يبسم ويشتم الجميع ويصف الدول العربية بأقذع الأوصاف ثم تطور الهاشمي وأخذ على عاتقه التحريض على العرب بدعوات شعوبهم للإضراب والعصيان وأخذ يمدح خط ودور محطة الجزيرة ودور دولة عربية تحاول دائماً أن تشق العصا وهو يؤيد مطالبات الإخوان المسلمين في مصر على إغراق السفينة بمن فيها لعل وعسى أن يطلعوا من هذه الفوضى المرتجاة بأي شيء ولو حكم إقليم أو حتى (عشة) وهذا التوجه التخريبي اللا مسؤول الذي تطلقه هذه القناة الصغيرة بأفكارها يلتقي مع ما تريده إيران وتخطط له وقد دخلت قناة الهاشمي فيه برجلها بكل نشاط العاشق في هذا الخط بعد الجوع وأخذ يصرخ من خلال قناته هلموا إلى الجزيرة وما تقوله إيران بل إنه أخذ يتصل ببعض المواطنين العرب ويصيح فيهم احتجوا اضربوا لقد انقلب على نفسه بعد أن اتصل به أحدهم واسمه عصام من مصر وقال له يا هاشمي يا بعض من رسول الله وبعدها لم ير الهاشمي طريقه!

ولعل ذلك الذي يتصل به من الجزائر هو خير من رد عليه إذ قال له يا هاشمي أنت تونسي لماذا لا تدعو أولاً جماعتك ليفعلوا ما تطلبه منا في بلادنا فبهت الهاشمي وأقفل باب المحطة ونام يأسف يا صاحب الحلم العربي الجميل وتلك الأطروحات الصادقة عن محمد أسد وغيره لكن لن يفت في عضد هذه الأمة العربية إذ خسرت واحداً أو محطته المعروضة للإيجار وسوف تقف هذه الأمة إلى جانب الإخوة في غزة ولن تلتفت إلى المال الإيراني أو إلى - أي - الباحث عن الشهرة والمزايدة على أمتنا الصادقة والصابرة على هذه الزعانف التي تلعب بالنار بعد أن بال (الشيطان) في أسماعها وحرفها عن نصرة إخواننا في فلسطين.

ما علينا سوى أن ننتظر وسوف تتجلى هذه الغمة التي خطط لها من له أهداف غير خافية لقد مر على هذه الأمة محن أكبر وأشد وخرجت مها منتصرة وهي في أحسن حالاتها وذلك بسبب إيمانها بالله وبقوتها المعنوية ونظرة إلى حقب التاريخ تثبت لنا صدق هذه القناعة.. ولن تعدم الأمة العربية والإسلامية الشرفاء من أبنائها الذين يقولون كلمة الحق.. وها هو زعيم تركيا طيب أردوغان - يقول لزعماء إسرائيل أن ما عملتموه نقطة سوداء في جبين جبينكم ثم هو يعيد النظر في علاقات بلاده مع هؤلاء القتلة.

والله الموفق


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد