مما لا شك فيه أنّ النداء الإنساني الذي وجّهه مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله وأمد في عمره المديد اللهم آمين - لإقامة حملة تبرعات شعبية لإغاثة وعون والوقوف مع الشعب الفلسطيني الشقيق جراء ما يتعرض له من اعتداءات إسرائيلية غاشمة، سببت خسائر بشرية ومادية، وألحقت ضرراً كبيراً بالمنشآت المدنية من طرق وجسور وشبكات المياه والكهرباء، والذي بدأت تلك الحملة الإغاثية يوم السبت السادس من محرم الجاري والذي بدأ به مولاي خادم الحرمين الشريفين بمبلغ ثلاثين مليون ريال. ومن سمو ولي عهده الأمين عشرة ملايين ريال في بداية وقوع الكارثة على فلسطين الشقيق. ويأتي هذا التبرع منهم - حفظهم الله - في إطار ما يحملوه من هموم أبناء شعبهم وأيضاً ما يحملوه في قلبهم المهموم والأعباء لجميع الدول العربية والإسلامية التي تتضرر من الكوارث والنكبات التي يتعرض لها المسلمون في كل مكان من أنحاء العالم، حتى يبادر - حفظه الله - بالوقوف معهم وتقديم العون والمساندة لهم. ومما لا شك فيه أنّ هذا النداء الإنساني يأتي في إطار ما يحمله من قلب أبوي كبير وبإنسانيته الإسلامية الفذة، لتقديم العون والمساعدات المختلفة من المواد الغذائية والتموينية والمواد الطبية والإسعافية، وغيرها من الخدمات الجليلة التي تساعد المتضررين والمنكوبين على مواجهة ما حلّ بهم من مصائب ونكبات، ومن أجل تخفيف آلامهم وأحزانهم التي عاشوها ويعيشوها. ولا شك أنّ هذه الحملة التي وجّهها - حفظه الله - والذي أوكل الإشراف عليها لصاحب السمو الملكي وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - والتي نقلها التلفزيون السعودي يوم السبت من أجل استقبال التبرعات المادية والعينية، لتقديمها للشعب الفلسطيني الشقيق من أجل إدخال الفرحة والسرور عليهم وللتخفيف من آلامهم وحزنهم الشديد، والتي تأتي هذه المساعدات المختلفة من الشعب السعودي بفعل الإنسانية لنصرة إخوانهم المحتاجين والفقراء هنا في مملكة الإنسانية في موازين حسناتهم، وأن يجزيهم خير الجزاء على أعمالهم الخيرية وأعمال البر والإحسان التي يقومون بها ويقدموها هنا في المملكة، وفي جميع أنحاء العالم. وإني أتمنى لهذه الحملة كل التوفيق والسداد في ما تقوم به من جميع المساعدات الكبيرة والكثيرة للشعب الفلسطيني الشقيق، من أجل مساعدتهم في ما حل به من نكبات ومصائب وكوارث. وإني هنا أرفع أسمى آيات الشكر العميق والجزيل لمقام مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهم الله ورعاهم وأمد في أعمارهم المديدة، وأمدهم بالصحة والعافية، لما يحملوه من هموم إنسانية كبيرة ودعواتهم المباركة في نصرة إخوانهم المسلمين في جميع أنحاء العالم، لتقديم كل العون والمساعدة لنا في المملكة وفي كل أنحاء العالم. وأدعوه جلّت قدرته أن يحفظ لنا مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهم الله - وأن يحفظهم لنا ذخراً وللإسلام والمسلمين وأن يعز جاههم، وأقول هنيئاً لنا بمملكة الإنسانية وملك الإنسانية وشعب الإنسانية، والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.
جدة