Al Jazirah NewsPaper Sunday  11/01/2009 G Issue 13254
الأحد 14 محرم 1430   العدد  13254
صبراً أهل غزة إن موعدكم الجنة
وسيلة محمود الحلبي

 

يا تلاميذ غزة علمونا بعض ما عندكم فنحن نسينا

علمونا بأن نكون رجالا

علمونا أن الحجارة تغدو

بين أيدي الأطفال ألماسا ثمينا

وأن دراجة الطفل لغما

وشريط الحرير يغدو كمينا

ومصاصة الحليب إذا

ما اعتقلوها تحررت سكينا

علمونا أن التشبث بالأرض حقا

يا أحباءنا الصغار سلاما

جعل الله يومكم ياسمينا

من شقوق الأرض طلعتم

زرعتم جراحاتنا نسرينا

هذه ثورة الدفاتر والحبر

يا تلاميذ غزة أنتم الأبطال

اغسلونا من قبحنا اغسلونا

استعدوا لتقطفوا الزيتونا

إن هذا العصر اليهودي سوف ينهار

لو ملأ قلوبنا اليقينا

غزة تحترق، غزة تنادي وامعتصماه... واعرباه، غزة تستصرخ الضمير العربي والعالمي والإسلامي، غزة تنادي يارب أيقظ ضمير الأمة، أرجع لهم الإحساس، ارفع عنا الغمة، وأيقظ ضمير الناس.

يا عرب: دعوا ضمائركم تنطق، علموا أولادكم أن الضمير الحي هو منارة الإنسان للصواب، انظروا إلى غزة الصامدة... إلى هذه الجريمة البشعة التي قامت بها القلوب المتحجرة، إنها أبشع أنواع القمع والإرهاب والإجرام.

يا عرب: إلى متى المبادرات، والاجتماعات، بالله عليكم ألا تخزينا مواقف الأطفال البطولية في فلسطين، هؤلاء الأبطال الذين يصدون بصدورهم العارية قذائف العدو النازلة عليهم كالأمطار من طائرات الصهاينة، ونحن نأكل ونشرب ونسهر ونضحك وننام.

يا عرب: كيف تنامون على وسائد من حرير وأخواتكم في غزة تنتهك حرماتهم، وأطفال غزة يصرخون، وشبابها يمزقون أشلاء أشلاء، وشيوخها يذبحون.

يا عرب: إن المبادرات لم تأت بأي حل جذري، بالله عليكم كم من الزمن وغزة تحت الحصار، لا ماء ولا كهرباء ولا مؤونة ولا طعام، أو ليست مهزلة.. أن نرى كل هذا ونعرفه ولا نتحرك..

يا عرب... أفيقوا من سباتكم.. وانظروا إلى هذه المجزرة والمذبحة الوقحة.. إلى متى الصمت العربي، وإلى متى الصمت الأوروبي، وإلى متى الدعم الأمريكي المفتوح للصهاينة (ماتت قلوب الناس ماتت بنا النخوة، يمكن نسينا في يوم إن العرب إخوة) يمكن نسينا أننا الآن أمام اختبار حقيقي.. فإما الوقفة مع فلسطين وشعبها و(إما الصمت النهائي)..

يا عرب.. إن الفلسطينيين لا يريدون أن تفتح المعابر لموتاهم بل يريدون فتحها للحياة.. اليوم أهل فلسطين يدفعون ضريبة العزة والكرامة والتمسك بالحق الفلسطيني والشرعي في العودة.. وخاسر خاسر خاسر.. من يظن أن الشعب الفلسطيني سيسلم بالأمر الواقع ويستسلم.. لا.. لن نصمت حتى النصر على الأعداء وإخراجهم من ديارنا المقدسة.

يا عرب.. هذه المجازر البشعة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة (إنه المشروع الصهيوني) في الانتشار.. قتل، ذبح، إرهاب، في تحدٍّ صارخ لكل الوقائع والقوانين الشرعية.

أيها العرب.. امسحوا خلافاتكم بدم شهداء فلسطين

وقفوا وقفة شهامة وإخاء..

كونوا لفلسطين أوفياء..

كفانا تنكيلاً وذبحاً من الصهاينة الأغبياء

كفانا ظلماً وقهراً وقسراً بحق السماء

ألا ترون ما يحصل في غزة صبح مساء

ألم تبك قلوبكم وتلهج ألسنتكم بالدعاء

إلى متى يا إخوتي..

إلى متى سنبقى هكذا ضعفاء

هم.. يلعبون بنا كالدمى ويعذبونا بكل غباء

ونحن نتمزق.. من خصوماتنا

وننزف دماً لا كالدماء

فمتى نعي.. ومتى ننسى جراحاتنا

لنرفق بالأطفال.. بالشيوخ.. بالنساء.

متى نقف صفاً واحدا يعيد كرامتنا

متى سنصرخ.. الله أكبر الله أكبر في وجه الصهاينة الأعداء

متى ستنطلق ألسنتنا البكماء

لترعد وتزبد وتعلنها حربا ضروسا على المجرمين القتلة الأعداء، يدا واحدة.. قلباً واحداً

صامدين كونوا بحق السماء

متى نقول لهم بصوت واحد

أيها المارون بين الكلمات العابرة

منكم السيف ومنا دمنا

منكم الفولاذ والنار ومنا لحمنا

منكم دبابة أخرى ومنا حجر

منكم قنبلة الغاز ومنا المطر

متى نقول لهم بصوت واحد

أيها المارون بين الكلمات العابرة

اخرجوا من قمحنا

اخرجوا من ملحنا من جرحنا

واخرجوا من مفردات الذاكرة

أيها المارون بين الكلمات العابرة

لا تيأسوا من الصمت العربي..

جايز ظلام الليل يبعدنا يوم إنما يقدر شعاع النور يوصل لأبعد سما، دا حلمنا طول عمرنا حضن يضمنا كلنا، كلنا.

وبعد...

إنها شريعة الغاب.. إنها المجزرة والمحرقة الجماعية.. مذبحة دير ياسين أمامنا الآن..

هذه هي إسرائيل التي أدمنت طمس الهوية والحقوق التي تواصل جرائمها على مرأى ومسمع من العالم أجمع.. هذه هي إسرائيل التي أدمنت الإبادة بحق الإنسانية وبكل الشرائع.. هذه هي إسرائيل التي تجاوزت المألوف عبر التاريخ.. هذه هي إسرائيل (السرطان) الذي ينتشر في العالم..

يقولون: هذه المحرقة هي ردهم على صواريخ المقاومة، ونحن نقول: وماذا عن حصارهم الطويل لغزة وأهلها؟

هل الصاروخ الفلسطيني هو المشكلة.. بينما الحصار الذي أمات الكثير من الأطفال والنساء والشيوخ ليس مشكلة.. نقول للعالم: الأرض بتتكلم عربي.. وفلسطين هي قلب العروبة.. وشهداؤنا قوافل وعظامنا جبال.. لا نركع لسافل.. لا نهاب اعتقال.. في قلب الشهيد، مكتوبة فلسطين.. مرفوع الجبين ببطن أمه شهيد.. وستبقى لنا الدولة العربية.. عربية فلسطين العربية.

وقفة حق..

شعب غزة لن تموت.. ستبقى مشعلاً من نور

أعاهدك: لو تناثرت أشلاؤنا على الجدران ستبقى

لبلادنا أغصان

عضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين


EMAIL: Wasilah@maktob.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد