Al Jazirah NewsPaper Tuesday  13/01/2009 G Issue 13256
الثلاثاء 16 محرم 1430   العدد  13256
حديث المحبة
نعم رند.. نعم رهف.. إنهم يموتون!!
إبراهيم بن سعد الماجد

 

عينان جاحظتان ودماء تسيل.. جسد صغير مزقه الرصاص.. وآخر تلطخ وجهه بالدماء وهو يصرخ ويصرخ ووالده معه يصرخ.. أم تتسابق مع البطش علها تلحق بصغيرها قبل أن تقذفه قذيفة..

وأخرى تخر على الأرض باكية بعد أن رأت صغارها جميعهم متقطعي الأوصال..

وأخرى تقبل ذاك الصغير الذي خرجت روحه بين يديها بعد أن فقد كل قطرة دم في جسده.. النار تشتعل هنا وهناك... شيخ كفيف وآخر مقعد وثالث أرهقته السنون يصرخون ويصرخون وما من مجيب.. أسر كاملة أبادوها، ومساجد دمروها، ومشاف هدموها، ومدارس استهدفوها.

كل ذلك وصوت الشجب قريبه وبعيده مبحوح..!!

قالتا: بابا هذا الصغير يموت..؟ قلت نعم رند نعم رهف إنهم يموتون.. عفواً بنيتي لا أستطيع أن أواري في الإجابة رغم صغر سنكما إلا أني لا أستطيع أن أقول إلا الحقيقة فلعل دعوة تؤمنان عليها تجاب.

في هذا الخضم من التقتيل والترويع والبطش يأتي من يكذب وكأن ما يراه مجرد فيلم لا يمت للحقيقة بصلة..!! صحف وقنوات.. ساسة ومثقفون.. كلهم للأسف يكذبون..! ومعهم ومن قبلهم العدو الغاشم الذي كل يوم يمر وكل مساء يحل لا يزيده إلا تمادياً في غيه وظلمه وقهره لهذه الأمة.. أمة المليار ويزيد.

قالتا بابا من قتل هذا الصغير؟ قلت: إنهم اليهود.. قالتا من اليهود؟ ولماذا يقتلونه؟ قلت: إنهم أناس مجرمون، يريدون أن يحتلوا أرضنا ويقتلوا صغارنا، إنهم لا يريدون أن تقوم لنا قائمة أبداً.

ما أصعب الحديث مع الصغار عندما يكون الحديث جرحا نازفا كما هي غزة الآن.. كيف لي ولغيري من الآباء أن نقول لصغارنا وهم يرون هذه الدماء التي تنزف من الصغير قبل الكبير ومن المرأة قبل الرجل..؟ ماذا نقول لصغارنا عندما يحاصروننا بسؤال لماذا لم نساعد هؤلاء..؟ كيف لنا بربكم أن نجيب؟ ما أصعب أسئلة الصغار وما أصعب موقعنا يوم نكون عاجزين عن الكلام. آآه يا غزة... آآه يا خنساء غزة.. نعم خنساء غزة تلك العجوز التي قدمت فلذات كبدها وهي صابرة محتسبة وتتمنى أن تلد لتقدم آخر وآخر وآخر. غزة موطن العزة كنا نقولها بالأمس وجاء اليوم ليثبت وبكل قوة صدق هذه المقولة، كم تؤلمنا هذه الجراح وهذه الدماء، ولكن كم يفرحنا هذا الصمود الذي أذهل العدو الغاشم، وأفرح الأمة وشرفاء العالم.



Almajd858@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد