Al Jazirah NewsPaper Tuesday  13/01/2009 G Issue 13256
الثلاثاء 16 محرم 1430   العدد  13256
دفق قلم
حسبنا الله ونعم الوكيل
عبد الرحمن بن صالح العشماوي

 

ستة عشر يوماً من التطاول والعنف والإرهاب الصهيوني الذي يجمع العالم كله على وحشيته وعنفه، ستة عشر يوماً من القصف المتوحش، والمجازر والقتل البشع للعزل من الرجال والنساء والأطفال.

ستة عشر يوماً من الصمت العالمي المخيف، وتآمر الأعداء المؤسف، وإرجاف مرضى القلوب الذي تحترق له القلوب.

(حسبنا الله ونعم الوكيل) كلمة قالها الأنبياء والصالحون حينما يتآمر عليهم أهل الباطل والمرجفون، ويسطو عليهم الطغاة الظالمون. كلمة تشرق شمساً في ليل المعاناة الغزَّاوية (الفلسطينية) العربية الإسلامية الدامية، كلمة نستنصر بها القوي العزيز على الأعداء ومن والاهم ودعمهم وسار في ركابهم، وعلى المرجفين الذين اختاروا طريق المنافقين في الإرجاف وتوهين العزائم وقلب الحقائق، ومناصرة الظالم، وخذلان المظلوم.

حسبنا الله ونعم الوكيل على كل من يتغافل في العالم عامداً متعمداً عن دماء الضحايا وأشلائهم، وآهاتهم، وبيوتهم المهدمة، وأحلامهم المحطمة ومساجدهم المنتهكة، حسبنا الله على كل من حمل في قلبه صخرة صمَّاء لا تشعر ولا تتعاطف ولا تحن ولا ترق.

حسبنا الله ونعم الوكيل على كل من يحاول أن يشوه صورة المجاهدين المنافحين عن دينهم وديارهم وأهلهم وحقوقهم، وعلى كل من يهوِّن الصور الدامية التي يظهر فيها الأطفال محترقي الأجساد، ممزقي الأعضاء، وتظهر فيها مئات الجثث وعليها آثار الأسلحة المحرَّمة دولياً من الفسفور الأبيض وغير الأبيض، ومن القنابل الجرثومية وما شابهها من أسلحة الدمار الشامل.

حسبنا الله ونعم الوكيل على كل صاحب قلم لم تجر ريشة قلمه منذ بدأت جريمة الصهاينة في غزة إلا بعبارات السخرية والهمز واللمز للصامدين المقاومين في غزة، وعبارات التأييد المبطن لأبشع جريمة شهدها هذا القرن، وعبارات التوهين للعزائم، والتسويغ القبيح للتواطؤ الغربي والصمت العربي والإسلامي.

حسبنا الله ونعم الوكيل على كل من يتعامل بجمود مقصود مع عيون الأطفال الخائفين، وأصوات الثكالى القوية في ثقتها بالله - عز وجل -، المتهدجة بدموع الأسى والحزن، ووجوه الشيوخ الذين نجوا من الدمار لترسم لنا وجوههم كيف يكون الحزن والألم، والحسرة على ما يلاقون من خذلان عالمي.

هل انتهى الأمر عند هذا الحد؟ كلا فنحن أيضاً أمام ستة عشر يوما من الصمود المدهش، والثبات العجيب من أحبتنا في غزة المكلومة رجالاً ونساء كباراً وصغاراً، ثباتاً يؤكد لنا أهمية الاعتصام بحبل الله، واللجوء إليه، وطلب العون منه وحده دون سواه.إنه ثبات المجاهدين الذين ربطوا نفوسهم بالقرآن والسنة والجهاد والصبر والاحتساب، فيا له من ثبات سيبقى غُرَّةً في جبين الزمن هنا يتوقف القلم بغصَّته وحسرته ليقول

إشارة:

حسبنا الله ونعم الوكيل.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد