Al Jazirah NewsPaper Wednesday  14/01/2009 G Issue 13257
الاربعاء 17 محرم 1430   العدد  13257
نهارات أخرى
ما يبدو لهم كمالاً قد يبدو لك سخفاً
فاطمة العتيبي

 

الكمال لله وحده ..لذلك هذا الركض في البحث عن الكمال غير مجدٍ على الإطلاق ..

ليس لأنك لن تبلغ الكمال .. وإنه قمة عليا ستفقد البوصلة التي تدلك عليها ..

وليس أبداً السبب في ذلك أنّ جهودك وقواك ستخور قبل أن تستكمل العدو حتى خط النهاية ..

** هذا كله على وجاهته ليس السبب الحقيقي .. وراء عجزك عن بلوغ الكمال ..

الأمر في تجلياته العامة والخاصة يدور حول (النسبية) فما تراه كمالاً قد يراه الآخرون سخفاً وصفاقة .. والعكس صحيح ..

فالقيم التي تطلبها المرأة في الرجل كي تخلع عليه وسام الكمال تختلف من امرأة إلى أخرى .. ومن مجتمع إلى آخر ..

وكذلك كمال المرأة في عين الرجل .. فليست كل امرأة مقنعة لجميع الرجال .. ثمة تباين في الآراء يجعل الصفات والموصوفين يقتربون ويبتعدون من صفة الكمال حسب الرأي ومزاج وثقافة ومرجعية قائلة!

** ويؤمن بالكمال وإمكانية الاقتراب منه أصحاب الأيدلوجيات أكثر من غيرهم .. فكلما اقترب الإنسان من معتقداتهم وأفكارهم اقترب إلى الكمال .. وكلما ابتعد ونأى عن أيدلوجيتهم هبطت أسهمه في مسألة الكمال وارتفع رصيده في النقص والسفاهة ..

وحتى لا يشطح أصحاب الشطحات (المتربصون دائماً) فأنا لا أحصر الأيدلوجيات باتجاه أو تيار معين .. إنني أؤمن برؤية دوسسير بأنّ معتقدك هو هويتك وفكرتك هي أيدلوجيتك التي تنطلق منها لتقيم الأفكار والأشخاص والأشياء حولك وفقها.

لذلك الإسلاموية أيدلوجية والليبرالية أيدلوجية أيضاً وحتى الوطنية أو الوسطية كلاهما أيدلوجية أو معتقد أو فكرة..

** لو اقتنع صاحب الفكرة بقضية (النسبية) لكان أكثر هدوءاً ونضجاً في تطوير وشحذ أدواته الذهنية واللغوية لجعل أفكاره أكثر فاعلية في إحداث تغيير إيجابي في مجتمعه..

** عليه أن ينصرف عن فكرة الكمال موقناً بتباين الآراء معولاً على الاختلاف لا الخلاف متقبلاً أقصى ما يمكن أن يلقاه وهو أن يعد الآخرون ما يطرحه هو منتهى السخف بينما كان يعتقد وما يزال إنه في منتهى الكمال..!!

** مقولة لـ(جوفيتالي) في كتابه (دليل الحياة المفقود).



fatemh2007@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد