Al Jazirah NewsPaper Friday  16/01/2009 G Issue 13259
الجمعة 19 محرم 1430   العدد  13259
حولها ندندن
الضلال الظالم
د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ

 

أليس من العجيب أنه في الوقت الذي تدخل بلادنا حكومة وشعباً بكل ثقلها الديني والسياسي والإعلامي والدعم المادي بلا حدود لنصرة الجهاد والمقاومة الفلسطينية الإسلامية في غزة المنافحة عن الأقصى وعن الكرامة الإسلامية والأرض العربية وصد الأطماع اليهودية، نرى بعض الكُتّاب والكاتبات في بعض الصحف يستمرون في دعم الاعتداءات الصهيونية عن طريق مهاجمة المجاهدين والتشكيك في نواياهم وأهدافهم، رغم أن ماضيهم المشرف يشهد بغير ما يدعيه هؤلاء.

فكيف يكون لهؤلاء القلة من الكُتّاب أن يعبروا عن عكس ما يحدث في بلادنا من تعاطف مع المقاومة الفلسطينية، فالمساجد المكتظة بالمصلين جميعها تصدع بالدعاء لنصرة أبطال الأقصى وحقن دماء الغزاويين، وحتى ولي أمر هذه البلاد أوقف إعلان فرحة فلذة كبده تكاتفاً مع الشهداء والأبطال، فكيف يعبر هؤلاء القلة عنا بغير ما يجري في الواقع؟! فالدولة نفسها لم تنتقد بأي صورة رسمية موقف حماس أو غيرها من الفصائل الفلسطينية لأنها تعلم أنهم الآن بأمسّ الحاجة للمناصرة والدعم وليس اللوم، ثم إنهم أدرى بمصالحهم فهم يستخدمون على أقل الأحوال مبدأ (آخر الدواء الكي).

إن ما يكتبه هؤلاء الكُتّاب والكاتبات يسيء إلى سمعة بلادنا التي قدمت الغالي والنفيس بدءاً من قادتها ونهاية بأصغر طفل يضحي بمصروفه الضروري، ومروراً برجالها ونسائها شيبة وشباباً الذين يحترقون شوقاً لمشاركة إخوانهم في العقيدة جهادهم بكل ما يستطيعونه.

لقد بات الناس متأكدين بأن ما يكتبه أولئك الكُتّاب هو أشبه بالمنشورات التي يرميها الأعداء في ساحات القتال لشق الصف الداخلي، وهي في الواقع عبارات مكرورة تحمل أفكاراً متشابهة مثيرة للشبهات، تخدم أهداف العدو المعروفة، وهي بمثابة السلاح الإعلامي الذي يستخدم عادة أوقات القتال.



ولو كان النقد بنّاء معقولاً مقنعاً لتقبله الناس بصدر رحب واعتبروه من باب المناصحة والمشاركة في المنافحة، ولكن هؤلاء تجاوزوا المطلوب منهم وأوقعوا الجميع في الحرج والألم، بل إن البعض منهم كان يهاجم حماس منذ لحظة فوزها في الانتخابات (الديموقراطية) التي يدعو إليها ويتشدق بها يمينيو (البيت الأحمر) المخضب بدماء الأبرياء.

أعلم أن هناك بعض الكُتّاب الفاعلين ربما يكتبون عن حسن نية من باب التعاطف مع أشلاء القتلى ودماء الأبرياء، كما أن من الناس من يتمنى ألا يرمي أطفال فلسطين حتى الحجارة أيضاً لأنها في رأيهم لم تأت بالنتائج المرجوة بل قد تكون وبالاً على الرامين للحجارة والصواريخ المشابهة على حد سواء، ولكن وهذا هو المهم: ما هي النتيجة المستقبلية الأبعد؟ لأن التوقف عند مرحلة الاستضعاف سيثير أطماع بني صهيون الذين كانوا وما زالوا يحلمون بأرض خيبر وهي أملهم القريب والبعيد، ولكن حسب ردة الفعل العربية والإسلامية الحربية والسلمية على حد سواء.



g.al.alshaikh12@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد