Al Jazirah NewsPaper Friday  16/01/2009 G Issue 13259
الجمعة 19 محرم 1430   العدد  13259
خاطرة أخرى في خادم الحرمين
عبيد بن عساف الطوياوي

 

قبل فترة كتبت خاطرة في خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ونشرت في هذه الصفحة المباركة، ولكن في أبي متعب لا تكفي ألف خاطرة، فمهما كتبنا وقلنا فلن نوفيه حقه، ولن نبلغ قدره، فهو ذلك الملك الإنسان - أيده الله وحفظه ورعاه - الذي تميز بين أقرانه، وانفرد في زمانه، ولا أزكيه على الله ولكنها الحقيقة التي أرى من واجبي أن أكتبها فيه، فهو ولي الأمر الذي أمرني الله بطاعته وأوجب علي السمع له، ورتب نجاتي على الاعتراف ببيعته، نعم لا نزكيه ولا ندعي عصمته ونقر ونعترف بأنه بشر، ولكن عند مقارنته بغيره، نجد أن الفرق شاسع والبون واسع، فمن مثله في دنيانا اليوم، إنه بحق نعمة تفضل الله بها علينا نحن أبناء هذه المملكة الغالية، التي فداها أرواحنا، بل على أمتنا الإسلامية، والواقع أكبر برهان: اجتماعاته وزياراته ولقاءاته وقراراته مصدر خير لوطنه ومواطنيه بل ولأمته، لا تعد مكارمه، ولا تحصى فضائله، الكل يدعو له، أحبه الصغير والكبير، وعلا قدره عند الغني والفقير، وشمل خيره القاصي والداني، ولعلي أذكر شيئا يسيرا من مآثره، مجالسه منزل السكينة ومغشى الرحمة ومحف الملائكة، سمعته مرة في إحدى لقاءاته وهو يتحدث عن الفئة الضالة يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون حسبي الله على الذين غرروا بهم، وهذا الكلام لا ينبع إلا من قلب مفعم بالإيمان، محب للرحمن، ولا يتلفظ به إلا مهتد، يقول تبارك وتعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}، وقال تعالى: {فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ}، وقال عز وجل: {وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}، وروى البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم صلى الله عليه وسلم حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا: (إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل)، وفي البخاري عن ابن عباس قال: كان آخر قول إبراهيم صلى الله عليه وسلم حين ألقي في النار: (حسبي الله ونعم الوكيل).

أخي القارئ الكريم: إنها مجرد خاطرة في ملكٍ ملك القلوب، وأسر حبه النفوس، أسأل الله أن يحفظه ويرعاه ويمد بعمره على طاعته وينفع به الإسلام والمسلمين.

* حائل، ص.ب 3998



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد