Al Jazirah NewsPaper Wednesday  21/01/2009 G Issue 13264
الاربعاء 24 محرم 1430   العدد  13264
كاتبة إسرائيلية : الخطر العربي أسطورة اخترعتها إسرائيل لأسباب داخلية

 

القاهرة - (رويترز)

بعد توقف القصف الإسرائيلي لغزة تأتي مذكرات موشي شاريت رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق لتكشف أن قادة إسرائيل عام 1955 ثبت لهم أن (احتلال غزة لن يحل أي مشكلة أمنية)، وأن الدولة العبرية قامت على مبدأ القوة التي تضمن لها درجة من التوتر من خلال افتعال حرب مع أي طرف عربي.

وتقول الكاتبة الإسرائيلية ليفيا روكاش في دراستها لمذكرات شاريت الذي كان أول وزير خارجية إسرائيلي إن (الخطر العربي أسطورة اخترعتها إسرائيل لأسباب داخلية.. ولم تستطع النظم العربية إنكارها تماماً رغم أنها كانت على الدوام في خوف من استعدادات إسرائيل لحرب جديدة) مضيفة أن احتلال غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية كان على (أجندة) القادة في إسرائيل التي تستمد قدرتها على البقاء من (خلق الأخطار) و(اختراع) الحروب على حد قول شاريت.

وتعرضت غزة منذ يوم 27 ديسمبر كانون الأول 2008 لغارات جوية إسرائيلية، وفي الأسبوع التالي بدأت إسرائيل هجوما بريا، واستمر القصف المدمر 22 يوما وأودى بحياة نحو 1300 فلسطيني بينهم 410 على الأقل من الأطفال، وأصيب نحو 5300 شخص بينهم 1631 طفلاً. وأعلنت إسرائيل أن عشرة من جنودها إضافة إلى ثلاثة مدنيين قتلوا بنيران صواريخ حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وتقول روكاش في كتابها (إرهاب إسرائيل.. من مذكرات موشي شاريت) إن أمن إسرائيل يبقى ذريعة رسمية للدولة العبرية والولايات المتحدة لإنكار (حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره في وطنه.. تم قبول تلك الذريعة كتفسير شرعي لانتهاك إسرائيل للقرارات الدولية التي تدعو إلى عودة الشعب الفلسطيني إلى وطنه)، وإن مَن تصفهم بالقتلة الإسرائيليين يمارسون (منهج طرد وإبادة) ولا يترددون في التضحية بأرواح يهودية لضمان وجود درجة من الاستفزاز تبرر العمليات الانتقامية التالية.

وصدر الكتاب في القاهرة عن مكتبة الشروق الدولية في 143 صفحة كبيرة القطع، وترجمته إلى العربية ليلى حافظ. وقال المفكر الأمريكي ناعوم تشومسكي في مقدمته إن بين إسرائيل والولايات المتحدة (علاقة خاصة.. يمكن أن نقيسها بتدفق رأس المال والأسلحة أو بالدعم الدبلوماسي أو بالعمليات المشتركة)، حيث تتحرك إسرائيل للدفاع عن المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط.

وأضاف تشومسكي اليهودي المعارض لسياسة كل من أمريكا وإسرائيل أن مذكرات شاريت الذي يعتبره معتدلاً (تعتبر بما لا يدعو للشك مصدراً وثائقياً أساسياً)، وأنها تبقى خارج التاريخ الرسمي الإسرائيلي.

وتقول روكاش إن عائلة شاريت تعرضت (لضغوط هائلة) لمنع نشر يومياته حيث كان بين (الزعيمين الصهيونيين) شاريت وبن جوريون صراع أدى إلى (طرد) الأول من الحكومة عام 1956؛ نظراً لمعارضته (أعمال التحرش المستمرة) من جانب إسرائيل بجيرانها لدفعهم إلى مواجهة عسكرية كان قادة الدولة العبرية (على يقين بأنهم سينتصرون فيها.. اعتبر تصفية وجوده (شاريت) المعارض مسألة ضرورية من أجل تحقيق مخطط الزعامة الإسرائيلية السياسية والعسكرية الإجرامية والمصابة بجنون العظمة). ويقول شاريت في أكتوبر تشرين الأول 1953 إن قادة إسرائيل كان لديهم استعداد لاحتلال سيناء، لكنهم أصيبوا بخيبة أمل لأن المصريين لم يسهلوا مهمة الاحتلال (من خلال تحد مستفز) وأنهم حين يرتكبون (مجزرة بشعة) يسعون لاختراع عملية مثيرة تالية لصرف انتباه العالم عن العملية الأولى.

ويسجل في فبراير شباط 1954 أن بن جوريون اتهمه بعدم الجرأة لاعتراضه على دفع الموارنة في لبنان (إلى إعلان قيام دولة مسيحية في لبنان.. لبنان أضعف حلقة في جامعة الدول العربية.. مصر هي أكثر الدول العربية إحكاما وصلابة) على حد وصف بن جوريون لشاريت في خطاب أرسله إليه.

لكن شاريت الذي يوصف بالمعتدل رد على بن جوريون معتبراً إعلان دولة مسيحية في لبنان (في الظروف الحالية.. ستعتبر مضاربة غير محسوبة.. لصالح مميزات تكتيكية مؤقتة لإسرائيل) لكنه لم يرفض المبدأ إلا لأنه في تلك الظروف (مغامرة مجنونة) سوف تسبب (لنا) خسارة.

وتعلق روكاش قائلة إن لإسرائيل طموحاً قديماً (لتقسيم لبنان وفصله عن العالم العربي).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد