Al Jazirah NewsPaper Wednesday  21/01/2009 G Issue 13264
الاربعاء 24 محرم 1430   العدد  13264
أنت
رأي في مركز الحوار
م. عبد المحسن بن عبدالله الماضي

 

في عالم التسويق نعرف أن تسويق منتج عالمي مثل (كوكاكولا) أو (مرسيدس) أسهل بكثير من تسويق منتج محلي محدود.. كما أن تسويق منتج مُصَنَّع أو خدمة مقدمة أسهل بكثير من تسويق فكرة مطلوب أن تتحول إلى قناعة يعمل بها المتلقي ومن ثم تؤثر في تشكيل مفاهيمه وقيمه المجتمعية.

وإذا قلنا مثلاً إن هيئة حقوق الإنسان ماركة عالمية مثل علامة (كوكاكولا) أو (مرسيدس).. فإن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني مُنْتَج محلي قضيته محلية تهم مجتمعاً محلياً.. ليس ذلك وحسب بل هو يحاول أن يُسَوِّق فكرة محلية لحل مشكلة محلية ويسعى أن يغرسها في وجدان الجمهور حتى تتحول إلى قناعة تؤثر فيه وتشكل مفاهيمه وقيمه.. ويا لها من مهمة!.

أقول قولي هذا بعد أن قرأت مقالة الإعلامي الشهير تركي الدخيل في جريدة الوطن يوم السبت الماضي تعليقاً على تصريح سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة والتي ذكر فيها أمرين هامين.. الأول أن هناك ما أسماهم سمو الأمير (حلقة مفقودة) تمنع وصول بعض نقاشات مركز الحوار إلى القيادة.. وحث على مساءلة هؤلاء وربما عقابهم.. والثانية أن هناك (26) جهة حكومية لا تقبل المرأة لا من قريب ولا من بعيد مما يحدث إشكالات كبيرة.

بالنسبة للأمر الأول فلي تعليق أبديه عن متابعة وهو أن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني أطلق حدثاً محلياً تاريخياً لم يكن له سابقة.. فقد فتح مجالات وآفاقاً للأفراد تتيح لهم الاستماع إلى الطروحات والأفكار التي تجيب أو تحاول أن تجيب على تساؤلاتهم.. وها نحن اليوم نرى ثمار تلك التحولات المجتمعية العميقة التي لم تكن لتحدث لولا أن أيقظ مركز الحوار هذا العملاق من نومه وأخرجه من قمقمه.. فأفصح عن وجه سعيد سوف ينقل مجتمعنا إلى المستويات التي يستحقها.. ولعلي أقول إن تصريح الأمير مقرن الجديد من نوعه ووضوحه وصراحته هو إحدى نتائج تلك المرحلة التي أطلقها مركز الحوار.

مركز الحوار كما هو ظاهر يؤدي دوره بفعالية الناجحين.. بشهادة الميدان لا الإعلان.. وهذا لا ينفي ما قاله سمو الأمير.. ولكم أن تتصوروا معي حجم النجاح الذي كان سيضاف إلى المركز لو لم تكن هناك هذه الحلقة المفقودة التي أشار إليها سمو الأمير.. ولكن ما هو الحل لتلك المشكلة؟.

إني أرى - والرأي لولاة الأمر - أنه إذا كانت رسالة مركز الحوار الرئيسية في بداياته الأولى ركزت على إرسال التطمينات اللازمة للأكثرية على أن الحوار ليس لتقديم التنازلات.. فإننا اليوم أمام مرحلة جديدة تدعو إلى إشراك أعضاء يمثلون كافة أطياف هذا المجتمع في تشكيل اللجنة الرئاسية للمركز.. حتى يتحول الحوار إلى حالة فعلية مستمرة لا استثنائية.. وحتى تستمر ديناميكية الحوار في الطرح والموافقة والمخالفة والرفض والقبول والاعتراض والامتعاض والارتياح وكافة الأفعال الديناميكية المصاحبة للحوار البَنَّاء لخير الوطن والمواطن.. إن اللجنة الرئاسية لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني مثال على أهمية تمثيل الأطياف والتيارات الفكرية السعودية كافة.. عندئذ لن تكون هناك أية حلقات مفقودة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد